إيران تهدد برفع تخصيب اليورانيوم إلى 'مستوى أعلى'

طهران تؤكد أنها لن تمنح القوى الأوروبية مزيدا من الوقت لمنع هذه الخطة بعد انتهاء مهلة الستين يوما.
روحاني يقول ان تقليص الالتزامات النووية هو 'الحد الأدنى' من الإجراءات
الرئيس الايراني يؤكد ان بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغط
مسؤول ايراني يحذر من ان المنطقة تتجه صوب مواجهة

طهران - قالت إيران الأربعاء إنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى في يوليو/تموز ولن تمهل القوى الأوروبية مزيدا من الوقت لمنع هذه الخطوة عن طريق حماية طهران من العقوبات الأميركية.

وفي مايو/أيار، توقفت إيران عن تنفيذ بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 بعد عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران.

وقالت إيران في مايو/أيار إنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى إلا إذا قامت القوى العالمية بحماية اقتصادها من العقوبات الأمريكية خلال 60 يوما. وتنتهي المهلة في الثامن من يوليو/تموز.

ونقلت وكالة تسنيم للأنباء الأربعاء عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله "لا يمكن تمديد مهلة الشهرين الممنوحة لبقية الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) والمرحلة الثانية ستنفذ كما هو مخطط".

وفي المرحلة الأولى من تخلي إيران عن بعض التزاماتها النووية، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني وقف مبيعات إيران من اليورانيوم المخصب والماء الثقيل للدول الأخرى.

ويسمح الاتفاق النووي بمثل هذه المبيعات حتى تواصل إيران تقليل مخزوناتها إلى الحدود القصوى.

وقالت إيران الاثنين إنها ستتجاوز حدود مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب خلال عشرة أيام.

وتعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا القيام بمسعى جديد لبقاء إيران في الاتفاق النووي رغم تلويح طهران بانتهاك أحد القيود الرئيسية المفروضة عليها. لكن الدول الثلاث ربما اقتربت من نهاية الطريق الدبلوماسي الذي بدأته قبل أكثر من 15 عاما.

وتصاعدت المخاوف من مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة منذ الهجوم على ناقلتي نفط قرب الخليج الأسبوع الماضي. وألقت واشنطن باللوم على طهران في الهجوم لكن إيران نفت مسؤوليتها عنه.

التواجد الاميركي في الخليج
مخاوف مواجهة عسكرية في المنطقة بين ايران والولايات المتحدة الاميركية

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاثنين نشر نحو ألف جندي أميركي إضافي في الشرق الأوسط متعللة بمخاوف من تهديد إيراني.

وقال الرئيس الإيراني الأربعاء إن تقليص بعض الالتزامات بموجب الاتفاق النووي يمثل "الحد الأدنى" من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها طهران بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرضها عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وأضاف روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغط.

وافاد حامد بعيدي نجاد، سفير إيران في بريطانيا، إن الأمور تتجه صوب مواجهة مباشرة، حيث طالب الإدارة الأميركية بعدم التقليل من شأن "عزم الإيرانيين".لسنا في تلك المرحلة حاليا، والعقوبات هي أمر مختلف".

وقال بعيدي نجاد لقناة "سي.إن.إن" الأميركية الأربعاء "تعلمون أن هناك دولا في المنطقة وخارج المنطقة ممن استثمروا بقوة وبمليارات مليارات الدولارات لدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى الدخول بصراع عسكري مع إيران، وفي الحقيقة فإنهم (هذه الدول) مصممون للغاية".

وتابع السفير الإيراني "هناك عناصر في المنطقة وغيرها، يريدون تشكيل وضع تُجر فيه الولايات المتحدة إلى صراع عسكري ... وهذا سيناريو حقيقي".

 نحن قلنا إذا لم يُسمح لإيران بتصدير النفط من الخليج فإننا سنتخذ إجراءات للتأكد من أن الدول الأخرى لا يمكنها فعل الأمر ذاته

وقال السفير الايراني انه يرفض تاويل تصريحات روحاني حول اغلاق مضيق هرمز قائلا "البعض يسيئون استخدام بيان للرئيس الإيراني (حسن روحاني) ووزير الخارجية (محمد جواد ظريف)، نحن قلنا إذا لم يُسمح لإيران بتصدير النفط من الخليج فإننا سنتخذ إجراءات للتأكد من أن الدول الأخرى لا يمكنها فعل الأمر ذاته، ولكننا لسنا في تلك المرحلة حاليا، والعقوبات هي أمر مختلف".

وأضاف السفير "الولايات المتحدة تقول إن لديها تقديرات ومعلومات استخباراتية، السؤال هنا على ماذا تستند هذه التقديرات؟ يمكن أن يكون لديك تقديرات وتكون لدي تقديرات وللناس في الشارع تقديرات أيضا، التقديرات يمكن الاعتماد عليها إن كانت تستند على حقائق وأدلة ... ونحن لم نُواجه بأي نوع من الحقائق حتى الآن".

واعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء أن بلاده يجب أن تكون لديها "القدرة على الرد" على أي هجوم محتمل من إيران يستهدف المصالح الأميركية في الخليج، مؤكدا أن واشنطن لا تريد حربا مع طهران وإنما تريد ردع أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.