إيران تواجه العقوبات الأميركية بمكابرة جوفاء

إيران تقول إنها تبيع ما تحتاجه من النفط على الرغم من العقوبات الأميركية، لكن التقديرات تشير إلى الصادرات النفطية الإيرانية انخفضت بما بين 40 و60 بالمئة وهي مرشحة للمزيد من الانخفاض.
قادة إيرانيون يقولون إن بإمكانهم تفادي العقوبات مثلما حدث من قبل
طهران تحث الاتحاد الأوروبي على تقديم المزيد من المساعدة
روسيا وتركيا تتحدثان عن ضرورة تفادي العقوبات الأميركية

جنيف/لندن - قالت إيران اليوم الثلاثاء إنها تستطيع حتى الآن بيع ما تحتاجه من النفط رغم الضغوط الأميركية، لكنها حثت الدول الأوروبية المعارضة للعقوبات الأميركية على فعل المزيد لحماية طهران، في الوقت الذي أبدت فيه روسيا واسبانيا وتركيا اعتراضها.

وأعادت الولايات المتحدة الاثنين فرض عقوبات تستهدف قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية، مهددة باتخاذ المزيد من الإجراءات لوقف ما تقول واشنطن إنها سياسات "خارجة على القانون" في خطوات وصفتها طهران بالحرب الاقتصادية وتعهدت بالتصدي لها.

وتأتي الإجراءات في إطار جهود أوسع نطاقا يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكبح برامج طهران الصاروخية والنووية وإضعاف النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وبصفة خاصة في ما يتعلق بدعمها لأطراف موالية لها في سوريا واليمن ولبنان.

وتستهدف تحركات ترامب صادرات إيران النفطية وهي المصدر الرئيسي لإيراداتها، إضافة إلى قطاعها المالي، بما يعزل عمليات 50 بنكا إيرانيا ووحداتها عن البنوك الأجنبية التي تخشى عدم السماح لها باستخدام النظام المالي الأميركي.

ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن إسحاق جهانجيري نائب الرئيس الإيراني قوله "قال الأميركيون مرارا إنهم سيقلصون مبيعات إيران من النفط إلى الصفر، لكني أقول إننا حتى الآن، قادرون على بيع الكميات التي نحتاج لبيعها من الخام"، مضيفا "لا يرى الأميركيون، بفعل الدعاية، حقائق الأمور".

وتشير التقديرات في قطاع النفط إلى أن صادرات إيران انخفضت في الواقع بنسبة 40 إلى 60  بالمئة منذ قال ترامب في مايو/أيار، إنه سيعيد فرض عقوبات، لكن الإعفاءات الممنوحة لأكبر مشتري النفط الإيراني لمدة 180 يوما قد تعني أن الصادرات ستبدأ في الانتعاش بعد نوفمبر/تشرين الثاني.

تركيا ترفض التقيد بالعقوبات الأميركية على إيران، معتبرة أنها تهدف إلى الإخلال بتوازن العالم

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الثلاثاء إن تركيا وهي من بين تلك الدول المعفاة، لن تتقيد بالعقوبات التي وصفها بأنها "تهدف إلى الإخلال بتوازن العالم".

وأضاف جهانجيري أنه تحدث مع مجموعة من مديري الشركات المدرجة على قائمة العقوبات الأميركية، حيث وضع بعضهم بالفعل خططا لكيفية التعامل مع الإجراءات.

ورغم ذلك، أرسل وزير النفط الإيراني خطابا إلى الأمانة العامة لمنظمة أوبك يطلب فيه حل لجنتين مكلفتين بمراقبة اتفاق الإنتاج المبرم بين المنظمة وبعض الدول غير الأعضاء، متهما إياهما بالانحياز إلى الولايات المتحدة.

وقال محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي إنه ينبغي للبنوك الإيرانية الاستفادة من خبرتها السابقة في التعامل مع العقوبات للحفاظ على التجارة الخارجية والتحويلات المالية ودعمهما، بحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) الرسمية.

وأبدى الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا الذين شاركوا الولايات المتحدة في إبرام اتفاق إيران النووي في 2015 الذي تم بموجبه رفع العقوبات عن طهران مقابل كبح برنامجها النووي، معارضتهم جميعها لإعادة فرض العقوبات.

تحركات ترامب تستهدف صادرات إيران النفطية وهي المصدر الرئيسي لإيراداتها إضافة إلى قطاعها المالي بما يعزل عمليات 50 بنكا إيرانيا ووحداتها عن البنوك الأجنبية التي تخشى عدم السماح لها باستخدام النظام المالي الأميركي

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مدريد إن واشنطن استخدمت "أساليب غير مقبولة" لإرغام شبكة سويفت المالية العالمية على عزل البنوك الإيرانية، وإنه لا تزال هناك وسائل للتعاون الاقتصادي مع إيران.

ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق "آلية محددة الغرض" لتفادي النظام المالي الأميركي من خلال الاستعانة بوسيط أوروبي لإجراء المعاملات التجارية مع إيران.

وقامت شركات أوروبية كبرى من بينها توتال وبي.إس.إيه الفرنسيتان وأليانز وسيمنس الألمانيتان ومولر ميرسك الدنمركية للشحن، بتجميد أو تصفية أنشطتها في إيران لتجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني محمد كاظم سجاد بور في كلمة بمركز بحثي في لندن إن الآلية محددة الغرض "إجراء جدير بالاهتمام، لكنه يفتقر إلى السرعة والكفاءة".

وأضاف أن شركات أوروبية متوسطة وصغيرة لا تزال تعمل في إيران "بدون أي ضجيج"، وأن الحكومات الأوروبية تحاول مساعدتها للاستمرار في العمل.