إيران توسع عزلتها برفض التحاور مع أميركا

السلطات الإيرانية تخير التعنت ورفض الحوار مع واشنطن معتبرة أن الولايات المتحدة "غير جديرة بالثقة".
ايران تشترط العودة الى الاتفاق النووي لاجراء محادثات
الرئيس الاميركي يعلن استعداده للقاء قادة ايران من دون شروط مسبقة

طهران ـ رفض الميجر جنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المبدئي بإجراء محادثات مع طهران قائلا إن إيران ليست كوريا الشمالية.

كان ترامب قد قال ي الاثنين إنه على استعداد للقاء الرئيس الإيراني دون شروط مسبقة لبحث كيفية تحسين العلاقات بعدما سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي المبرم عام 2015.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن جعفري قوله "السيد ترامب! إيران ليست كوريا الشمالية كي تقبل عرضك بعقد اجتماع. "حتى رؤساء الولايات المتحدة الذين سيأتون بعدك لن يروا هذا اليوم".

ورد وزير داخلية ايران عبد الرضا رحماني فضلي على عرض الرئيس الاميركي دونالد ترامب اجراء حوار مع القادة الايرانيين بقوله إن الولايات المتحدة "غير جديرة بالثقة"، في موقف عكس الكثير من التشكيك الذي لدى الايرانيين ازاء الطرح الاميركي.

وقال وزير الداخلية الايراني في تصريحات ان "أميركا غير جديرة بالثقة، فعندما تنسحب هذه الدولة بعنجهية وبشكل أحادي من الاتفاق النووي، فكيف يمكن الثقة بها".

كذلك، نقلت وكالة انباء مهر الايرانية عن نائب رئيس مجلس الشورى الايراني علي مطهري قوله ان "فكرة التفاوض لا يمكن تصورها. وستشكل اهانة".

وكان مستشار للرئيس الايراني حسن روحاني اعلن الثلاثاء أن أي محادثات مع الولايات المتحدة يجب ان تبدأ بخفض التصعيد والعودة الى الاتفاق النووي.

وكتب حميد ابو طالبي على تويتر "من يؤمنون بالحوار وسيلة لحل الخلافات... عليهم أن يلتزموا بأداتها. فاحترام الشعب الايراني وخفض السلوك العدائي وعودة اميركا للاتفاق النووي من شأنها تمهيد الطريق الراهن غير المعبّد".

وكان الرئيس الاميركي اعلن الاثنين استعداده للقاء قادة ايران "متى ارادوا ذلك"، ومن دون شروط مسبقة.

رفض مقترح ترامب

وبعد اسبوع فقط من حرب كلامية مع روحاني قال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الابيض "انا مستعد للقائهم متى ارادوا".

لكن مع قرب موعد اعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات شاملة على ايران في 6 اب/اغسطس، لا يكترث كثر في ايران لانعطافة ترامب الاخيرة.

وقال المحلل محمد مرندي، الاستاذ في جامعة طهران والعضو في الفريق التفاوضي الايراني خلال محادثات الاتفاق النووي "عليه اولا ان يعود الى الاتفاق النووي وان يطبقه حتى قبل التفكير في التفاوض".

وتابع مرندي "لا يمكن التفاوض مع من ينتهك الالتزامات الدولية، ويهدد بتدمير دول، ولا يكف عن تغيير موقفه". الا ان آخرين في ايران كانوا اكثر تلقفا لدعوة ترامب.

وفي مقابلة مع وكالة الانباء الطالبية الايرانية "اسنا" شبه الرسمية قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى حشمة الله فلاحة بيشه "المفاوضات مع الولايات المتحدة يجب الا تكون من المحرمات".

وتابع فلاحة بيشه "يعلم ترامب بان ليس لديه القدرات الكافية لشن حرب ضد ايران، لكن انعدام الثقة تاريخيا ادى الى تدمير العلاقات الدبلوماسية".

قد تكون فرصة

اما في شوارع طهران، فان التركيز يبقى على المشاكل الداخلية وبخاصة تدهور قيمة العملة والصعوبات الاقتصادية الراهنة.

وقالت فتحيه التي تعمل في شركة تأمين "انا مع كل ما من شانه مساعدة الناس في هذا الوضع السيئ".

في المقابل قالت هاشيار، وهي خمسينية تعمل مديرة في احدى الشركات "كلنا نعتبر ان ترامب عدو ايران والشعب الايراني. لكن الآن قد يكون ترامب يريد اعطاء الشعب الايراني فرصة، وقد تكون ان شاء الله وسيلة لكي نتخطى اوضاعنا الكارثية".

واثار قرب موعد اعادة فرض العقوبات الاميركية مخاوف من غرق البلاد في ازمة اقتصادية كبرى، مع خسارة الريال الايراني اكثر من 60 بالمئة من قيمته منذ مطلع العام.

ويشكك الكثير من الايرانيين في مصداقية زعيم يحاول تدمير اقتصاد بلادهم ويفرض حظرا على سفرهم الى الولايات المتحدة.

وقال مرتضى مهديان وهو مهندس برمجة معلوماتية "اذا كان الاميركيون صادقين في نيتهم اجراء مفاوضات معنا من دون شروط مسبقة، فعليهم على الاقل ابقاء الاتفاق النووي او ان يسمحوا لنا بالاستفادة من التبادلات التجارية مع الاوروبيين".

وتدارك "لكن الواقع ان هذا الرجل كاذب ولا يمكن ان نثق بما يقول".

وهذا هو ايضا الموقف الرسمي الايراني بعد ان كان المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي اعلن هذا الشهر ان الحوار مع الولايات المتحدة "لا فائدة" منه.

والاثنين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في مؤتمر صحافي في طهران "نظرا للاجراءات العدائية التي قامت بها أميركا ضد إيران لن يكون هناك امكانية للتحاور معها وان اميركا أثبت انه لا يمكن الثقة بها يوما بعد يوم"، بحسب ما نقلت عنه وكالة مهر الايرانية.

وتقول الادارة الاميركية انها تقوم بـ"حملة ضغوط قصوى" من اجل دفع ايران لقبول اتفاق جديد يتخطى كبح برنامجها النووي الى ضبط سلوكها في المنطقة وخفض برنامجها الصاروخي.