إيران تُغطي على دور روسي في تأجيج الهجرة نحو أوروبا

الحكومة الإيرانية تتجاهل تقارير بشان تورط مجموعة فاغنر الروسية في نقل مهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء بتواطؤ من الجزائر نحو تونس قبل هجرتهم إلى أوروبا في قوارب عبر المتوسط.
شبكات الهجرة تخدم مصالح التحالف الروسي الايراني الجزائري
دعوات في تونس لفتح ملف الهجرة مع الجزائر مع غض السلطات هنالك لدخول الافارقة عبر الحدود

طهران - تستغل إيران ملف أزمة الهجرة لممارسة ضغوط على الغرب وخاصة أوروبا رغم ان تقارير دولية تتهم موسكو حليفة طهران بالوقوف وراء تعميق هذه الأزمة من خلال مخطط تقوده عناصر فاغنر في مالي لتنظيم رحلات لمهاجرين أفارقة جنوب الصحراء نحو الفضاء الأوروبي وتواطؤ الجانب الجزائري خاصة مع تعمق الصراع بين روسيا والغرب اثر الحرب الأوكرانية.
ووجهت السلطات الإيرانية انتقادات لاذعة للغرب بالمسؤولية عن الظاهرة متناسية الدور المخابراتي الروسي لتعميق أزمة الهجرة بعد دورها في محاولة استغلال ورقة الطاقة والغاز.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الغرب لا يمكنه التنصل من مسؤوليته تجاه أزمة اللاجئين لأن حالات العديد من المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء من آسيا وأفريقيا إلى الغرب متجذرة في السياسات الخاطئة لأميركا وأوروبا في هذه البلدان.
وقال كنعاني، في تغريدة عبر تويتر اليوم الثلاثاء، تعليقا على غرق قارب كان يقلّ مئات المهاجرين قبالة سواحل اليونان، في البحر المتوسط، إن "مأساة غرق هذا القارب الذي يقل مئات اللاجئين من النساء والأطفال من دول آسيوية وأفريقية مختلفة في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل اليونان حزينة ومؤلمة"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" (إرنا).
وتحاول طهران تحميل الغرب مسؤولية أزمة الهجرة في ظل توتر في العلاقات بسبب الملف النووي وكذلك الدور الإيراني في دعم الجيش الروسي بالمسيرات وما تبعها من فرض عقوبات مشددة على طهران وموسكو.
وتتجاهل إيران وكذلك روسيا دورهما في تصعيد التوتر والحروب في عدد من الساحات مثل سوريا ما جعل الآلاف من السوريين يغادرون بلادهم نحو مكان امن في أوروبا ويخاطرون بحياتهم من اجل ذلك عبر ركوب قوارب الموت في المتوسط.
كما تتجاهل السلطات الإيرانية دور المخابرات الروسية في محاولة تازيم ظاهرة الهجرة من خلال ذراعها "فاغنر" في مالي وكذلك في ليبيا وفق ما تشير اليه كثير من التقارير.
وقد اتهمت السلطات الايطالية فاغنر شهر مارس/آذار الماضي بالمسؤولة عن زيادة أعداد قوارب المهاجرين، التي تحاول عبور البحر المتوسط، في إطار ما قالت إنه إستراتيجية من موسكو للانتقام من دول تدعم أوكرانيا.
وتعتبر روما من أكثر الدول الأوروبية تضررا من مسالة الهجرة غير النظامية وسعت لدعم تونس لمواجهة الظاهرة وسعت وراء تقديم الاتحاد الاوروبي دعما ماليا طويل الامد للحكومة التونسية بقيمة 900 مليون يورو وأخرى إضافية تبلغ 150 مليون يتم ضخها "فورا" في الميزانية مقابل التعاون في ملف الهجرة.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد عبر عن رفضه لكل التحاليل القائلة بقبول تونس شرط الاتحاد الأوروبي للحصول على المساعدات بالتحول الى مكان لاستقبال المهاجرين وتوطينهم.

وفي المقابل تتصاعد الاتهامات لروسيا وكذلك المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء تنامي الظاهرة مع توتر العلاقات الجزائرية الفرنسية مقابل متانة العلاقات الجزائرية الروسية.
وكان المرشح الرئاسي السابق والأمين العام للاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي قد أكد أن قوات فاغنر في مالي وراء تنامي عمليات الهجرة غير النظامية مشيرا إلى تواطؤ جزائري مفضوح.
وطالب المرايحي من السلطات التونسية بحث الملف مع الجانب الجزائري خاصة مع التقارير والتسجيلات التي تظهر عمليات ترحيل المهاجرين إلى تونس عبر الأراضي الجزائرية وتحت أعين السلطات هنالك.
وكشف الإعلامي التونسي زياد الهاني انه تمكن من اختراق شبكة دولية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين نحو تونس مشيرا إلى ان الشبكة توجد في تشاد والكامرون وكذلك الجزائر وان عملية الترحيل تتكلف عن الشخص الواحد 3 آلاف دولار.
وطلب الهاني بلقاء مسؤولين أمنيين على رأسهم مدير الأمن الوطني للكشف عن كل المعطيات التي وصفها بالخطيرة.