إيران تُهاجم "رياء" الرئيس الأميركي بعد إعلانه عقوبات جديدة
باريس – فيما كان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قد هاجم واشنطن متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بالتحريض على الحركة الاحتجاجية الأكبر في البلاد منذ احتجاجات العام 2019، انتقدت إيران الثلاثاء "رياء" الرئيس الأميركي جو بايدن غداة الإعلان عن عقوبات أميركية جديدة ضدّ طهران بسبب قمع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني قبل أكثر من أسبوعين.
من جهتها، فرضت كندا عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين، فيما استدعى وزير الخارجية البريطانية الاثنين كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في لندن.
وقتل 92 شخصاً على الأقل في إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر حسبما أعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) التي تتخذ من أوسلو مقراً، بينما أفادت السلطات عن مقتل حوالى 60 شخصاً بما في ذلك 12 عنصراً في القوات الأمنية. وأوقف أكثر من ألف شخص.
وتوفيت مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي. وأشعلت وفاتها موجة احتجاجات في إيران ومسيرات تضامن مع النساء الإيرانيات في مختلف أنحاء العالم.
وقال بايدن في بيان الإثنين إنّ "الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع أكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين"، مضيفاً "سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة".
ولم يوضح بايدن ماهية الإجراءات التي سيجري اتخاذها ضد إيران، المستهدفة بالفعل بعقوبات اقتصادية أميركية قاسية يتعلق جزء كبير منها ببرنامجها النووي المثير للجدل.
وردّت طهران الثلاثاء مندّدة بـ"رياء" الرئيس الأميركي.
وقال خامنئي (83 عاماً) في أول رد فعل له على الاحتجاجات، "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما".
وأضاف "لا يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح مع إيران قوية ومستقلة".
وقال المرشد الأعلى أيضا إن وفاة أميني "كانت مريرة وأحرقت قلبي"، لكنه اعتبر أن "رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي"، متابعا "الردّ لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع ويحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ويُضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيّارات النّاس".
وشدد على أن التحركات "لم تكن طبيعيّة. كانت أعمال شغب مخططا لها مسبقا".
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يفكر قليلاً بشأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على رغم أن الرياء لا يتطلّب تفكيراً"، وذلك في منشور على انستغرام أوردته وكالات محلية.
واعتبر كنعاني أنّ على بايدن "أن يقلق من العقوبات المتعددة (...) ضد الأمة الإيرانية، العقوبات التي يعد فرضها على أي أمة، مثالاً واضحاً عن جريمة ضد الإنسانية".
في هذه الأثناء، ندّدت منظمات حقوق الإنسان بالقمع العنيف ضدّ الطلاب، خصوصاً خلال الأحداث التي وقعت ليل الأحد الاثنين في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، التي تعد أهم جامعة علمية في إيران.