إيران: لا معلومات لدينا عن إسقاط طائرة مسيرة

نائب وزير الخارجية الإيراني يزعم ان السفينة الحربية الأميركية بوكسر قد أسقطت طائرتها المسيرة على سبيل الخطأ، في وقت تبذل فيه واشنطن جهودا لمواجهة التهديدات الإيرانية في الخليج.
ايران تمارس حربا نفسية عبثية بمحاولة التشكيك في القدرات العسكرية الاميركية
الاحداث تثبت يقظة وجهوزية القوات الاميركية في الخليج لمواجهة التهديدات الايرانية
المانيا تعبر عن قلقها من التصعيد في الخليج

واشنطن - قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، الخميس، إن بلاده "ليس لديها معلومات" بشأن ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز.
جاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" بمكتب الأخير بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك.
وكان الوزير الإيراني يرد على أسئلة الصحفيين بشأن تعليقه على حديث ترامب الخميس، عن إسقاط البحرية الأميركية طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز، عندما اقتربت من سفينة أميركية.
وقال ظريف للصحفيين: "لا معلومات لدينا بشأن اننا خسرنا طائرة مسيرة اليوم".

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن أكبر متحدث عسكري إيراني قوله إن كل الطائرات المسيرة بالبلاد عادت إلى قواعدها سالمة.

ونقلت الوكالة عن أبو الفضل شكارجي المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية قوله "كل الطائرات المسيرة التابعة لإيران في الخليج الفارسي ومضيق هرمز... عادت سالمة إلى قواعدها بعد مهمة للتحقق والمراقبة ولم يرد أي تقرير عن أي رد من (السفينة الأمريكية) بوكسر".

ونفى عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني الجمعة أن تكون إيران قد فقدت أي طائرة مسيرة في خليج هرمز، وذلك بعد أن قالت الولايات المتحدة إن سفينة حربية أميركية "دمرت" طائرة إيرانية مسيرة.

وادعى عراقجي أن القوات الأميركية ربما أسقطت إحدى طائراتها

وكتب عراقجي على تويتر "لم نفقد أي طائرة مسيرة لا في خليج هرمز ولا في أي مكان آخر. أخشى أن تكون السفينة الحربية الأميركية بوكسر قد أسقطت طائرتها المسيرة هي نفسها على سبيل الخطأ".

ويرى مراقبون ان تصريح عراقجي محاولة عبثية من القيادات الإيرانية التشكيك في قدرات الجيش الأميركي على التصدي للتهديدات الإيرانية في المنطقة.في إطار ما يعرف بالحرب النفسية.

ويظهر من خلال التطورات الحاصلة ان الولايات المتحدة يقظة في الخليج لمواجهة التحديات والتهديدات التي يطلقها المسؤولون الايرانيون.

وكان ترامب أعلن الخميس أنّ سفينة عسكرية أميركية كانت تبحر في مضيق هرمز الخميس أسقطت طائرة إيرانية مسيّرة بعدما اقتربت منها لمسافة خطرة.

وقال ترامب إنّ الطائرة الإيرانية المسيّرة اقتربت من السفينة "يو أس أس بوكسر" أقلّ من ألف ياردة، مما دفع بالسفينة الحربية إلى القيام "بعمل دفاعي" أسفر عن تدمير الطائرة المسيّرة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس إن السفينة الحربية الأميركية بوكسر اتخذت إجراء دفاعيا ضد طائرة مسيرة بعدما اقتربت "إلى مدى يشكل تهديدا" في مضيق هرمز.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان في بيان "اقتربت طائرة مسيرة من السفينة بوكسر ووصلت إلى مدى يشكل تهديدا"، لكن البيان لم يذكر جنسية الطائرة.

وأضاف هوفمان أن الحادث وقع نحو الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي مع عبور السفينة بوكسر مضيق هرمز، موضحا "اتخذت السفينة بوكسر إجراء دفاعيا ضد الطائرة المسيرة لضمان أمن وسلامة السفينة وطاقمها".

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الجمعة، إنها تشعر بقلق بشأن الوضع في الخليج، وأنه ينبغي اغتنام كل فرص التواصل الدبلوماسي لتفادي التصعيد مع إيران.
وأضافت ميركل، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الألمانية برلين، "بالطبع أشعر بقلق.. لا تستطيع أن تنظر إلى تلك المنطقة من دون أن تشعر بقلق في هذه اللحظة".
وتابعت قائلةً "ينبغي اغتنام كل فرص التواصل الدبلوماسي لتفادي أي تصعيد".

وتتحسب الولايات المتحدة بالفعل لأي طارئ في بحر العرب في ظل تفاقم التوتر مع إيران وعلى ضوء اعتداءات إرهابية وتخريبية طالت في الفترة القليلة الماضية ناقلات نفط في الممر المائي الحيوي لإمدادات الخام العالمية.

وضمن الاستعدادات لمواجهة أو صد هجوم إيراني محتمل تنطلق مقاتلة أميركية من طراز هاريير من السفينة الهجومية البرمائية الأميركية بوكسر في بحر العرب في الوقت الذي تمر فيه ناقلة نفط على مبعدة ميل بحري.

الدوريات الاميركية في الخليج
دورية اميركية عادية في الخليج لمواجهة تهديدات ايرانية غير عادية

وهذه الدورية عادية إلا أن الموقف ليس عاديا في ضوء التوتر المتنامي بين الولايات المتحدة وإيران.

وكانت هجمات على ناقلات قرب مضيق هرمز اتهمت الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عنها قد أربكت مسارات الملاحة الحيوية التي تربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بالأسواق في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وغيرها.

وتنفي طهران تورطها في الهجمات غير أنها هددت بالرد على العقوبات الأميركية التي أعقبت قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي وافقت إيران بمقتضاه على تقييد نشاطها النووي مقابل رفع العقوبات.

وعمدت واشنطن إلى تعزيز وجودها العسكري وبدأت تطلب من الحلفاء المساعدة في حماية الممرات الإستراتيجية بين إيران واليمن. ويقول الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين إن دول الخليج العربية كثّفت دورياتها.
وتصاعد التوتر مؤخرًا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.
واتخذت طهران تلك الخطوة، مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.