
إيران مع نظرية المؤامرة في حادثة طعن سلمان رشدي
أبدى مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني، محمد مرندي، في تغريدة على تويتر استغرابه من تزامن الهجوم على الكاتب البريطاني سلمان رشدي وقرب إحياء الاتفاق النووي، وإحباط واشنطن محاولة اغتيال كانت تستهدف مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون.
وكتب بالتغريدة التي تُعتبر أول موقف إيراني رسمي "لن أبكي على كاتب ينشر كراهية لا نهاية لها وازدراء للمسلمين والإسلام".
وأضاف متحدثا عن رشدي "بيدق إمبراطورية يتظاهر بأنه روائي ما بعد الاستعمار. لكن، أليس من الغريب أننا مع اقترابنا من صفقة نووية محتملة، تقدم الولايات المتحدة ادعاءات بشأن ضربة على بولتون.. ثم يحدث هذا"؟
وتعرض رشدي الجمعة، لما بين 10 و15 ضربة وطعنة بالسكين في العنق والوجه وجهها له شاب مولود لأبوين مسلمين بالهند يبلغ من العمر 24 عاما، وهو مقيم في نيوجيرسي.
وأهدر المرشد الإيراني اية الله خميني دم الكاتب سلمان رشدي في شباط/ فبراير 1989، ردا على نشره عام 1988 رواية بعنوان "آيات شيطانيّة" اعتبره مسلمون غاضبون إساءة إلى النبي محمد والإسلام.
وتلقى رشدي البالغ من العمر 75 عاما تهديدات بالقتل من إيران في ثمانينيات القرن الماضي وظل مطاردا لأكثر من 3 عقود حرص خلالها على التواري عن الأنظار إلى أن عاد مؤخرا للظهور العلني.
وأرفق مرندي التغريدة بصور لرشدي و مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، ووزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو.
ونقلت وكالة إرنا للأنباء عن مرندي قوله إن "الادعاء بتعرض جون بولتون لعملية اغتيال والهجوم على الكاتب المرتد سلمان رشدي، على أعتاب التوصل إلى اتفاق محتمل في مفاوضات فيينا، أمر يدعو للاستغراب".
واتهمت وزارة العدل الأميركية الأربعاء، عضوا في الحرس الثوري الإيراني بالتآمر لقتل بولتون، "انتقاما على ما يبدو لمقتل قائدها قاسم سليماني".
واستنكرت طهران الاتهام واصفة إياه بـ"السخيف".

واستؤنفت الأسبوع الماضي في فيينا المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي منه انسحبت الولايات المتحدة بقرار أحادي في 2018.
وأبدت واشنطن مؤخرا استعدادها لإبرام اتفاق نووي مع إيران على أساس مقترحات أوروبية.
وتم إعداد نص نهائي للاتفاق قالت عنه طهران إنها ستدرسه وستقدم بشأنه "مقترحات إضافية".
ويرى منتقدون لسياسة الرئيس الأميركي جو بايدن أن الكشف عن "ضلوع" طهران في محاولة اغتيال بولتون، وطعن رشدي في هذا التوقيت بالذات لا يخدم محاولات إحياء الاتفاق النووي.
ويعتقد محللون أن طهران واعية بحاجة الغرب وخاصة الأوروبيين لنفطها وغازها بسبب تفاقم أزمة الطاقة العالمية المنجرة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
لذلك تجد نفسها في وضع تفاوضي مريح نسبيا رغم حاجتها الأكيدة لرفع العقوبات عنها خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي ولّدت احتقانا اجتماعيا ينذر بالانفجار.