إيران منعت البرلمان من استجواب وزير الداخلية بشأن الاحتجاجات

مسؤولون في وزارة الداخلية الإيرانية كشفوا عن وصول عدد القتلى خلال الاحتجاجات التي بدأت منتصف الشهر الماضي في المدن الإيرانية إلى حوالي 1500 شخص.

طهران - كشف النائب في البرلمان الإيراني علي مطهري أن السلطات الإيرانية تدخلت لمنع استجواب وزير الداخلية، عبدالرضا رحماني فضلي، على خلفية قمع الاحتجاجات التي وقعت الشهر الماضي.

وقال علي مطهري في تصريح لوكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا" إن القيادة الإيرانية أجلت استجواب عبدالرضا رحماني فضلي، عقب انتهاء الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأضاف مطهري أن "أعداد المصوتين على استجواب وزير الداخلية وصلت حتى الآن إلى 20 توقيعا رغم أن ما نحتاجه فقط هو 10 تواقيع"، مشيرا إلى إمكانية "إقالته من منصبه مستبعدة كون القيادة ترفض ذلك".

وأشار إلى "أن استجواب وزير الداخلية يأتي كونه المسؤول عن تنفيذ قرار السلطات الأخير بزيادة أسعار الوقود، فيما يأتي الوزير في مرمى الاتهام بسبب عدم إعداد الإجراءات اللازمة لهذا القرار وما تبعه من خسائر إنسانية ومالية خلال أحداث الاحتجاجات الأخيرة".

ورغم مضي أكثر من شهر على بداية الاحتجاجات الغير مسبوقة في المدن الإيرانية، لم تعلن السلطات في البلاد عن عدد المتظاهرين الذين قتلوا أو أسمائهم وعدد المحتجزين خوفًا من عقوبات دولية إضافية ضد النظام.

وكانت وكالة "رويتر" نقلت عن ثلاثة مسؤولين في وزارة الداخلية الإيرانية قولهم إن "حوالي 1500 شخص قتلوا خلال الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، واستمرت أقل من أسبوعين في مختلف أنحاء البلاد".

وأكد المسؤولون في تصريحات نشرتها رويترز في تقرير أمس الاثنين أن "من بين القتلى 17 مراهقا، ونحو 400 امرأة، بالإضافة إلى عدد من أفراد قوات الأمن والشرطة".

وأضاف المسؤولون أن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي "أمر المسؤولين بفعل كل ما يلزم لإنهاء الاحتجاجات بعد أن نفد صبره فيما يبدو".

واندلعت الاحتجاجت في مناطق عدة في إيران الشهر الماضي بعدما أعلنت الحكومة رفع أسعار البنزين بنسبة 50 في المئة على الأقل، وامتدت الاحتجاجات إلى مئة مدينة وبلدة، حيث طالب المحتجون بتنحية كبار مسؤولي الدولة.

وبحلول 17 نوفمبر/تشرين الثاني وصلت الاضطرابات إلى العاصمة طهران وطالب فيها الناس بإنهاء حكم رجال الدين وبسقوط قادته.

وأحرق المتظاهرون صور خامنئي وصوررة آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل ودمروا تمثالا له، ودعوا إلى "إسقاط النظام الفاسد".

وفي مساء ذلك اليوم التقى خامنئي في مقر إقامته الرسمي بمجمع محصن في وسط طهران بكبار المسؤولين بمن فيهم مساعدوه المختصون بالأمن والرئيس حسن روحاني وأعضاء حكومته.

وقالت المصادر الثلاثة ذات الصلة الوثيقة بالدائرة المقربة من خامنئي إن الزعيم البالغ من العمر 80 عاما، رفع صوته في ذلك الاجتماع وانتقد أسلوب التعامل مع الاضطرابات.

وقال المرشد الأعلى الإيراني إنه سيحمّل المسؤولين المجتمعين المسؤولية عن عواقب الاحتجاجات إذ  لم يوقفوها على الفور.