إيطاليا تؤكد صحة الرهان على مانشيني
روما - أكد المنتخب الإيطالي أن الرهان على روبرتو مانشيني لقيادة حملة التجديد وإعادة البناء بعد الغياب عن كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاماً، كان في مكانه وذلك بحجز أولى البطاقات المؤهلة الى ثمن نهائي كأس أوروبا بعد الفوز على سويسرا 3-صفر الأربعاء في روما.
وبعدما بدأت نهائيات النسخة السادسة عشرة من كأس أوروبا الموزعة مبارياتها على 11 مدينة أوروبية احتفالاً بالذكرى الستين لانطلاق البطولة القارية، باكتساح تركيا 3-صفر في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، ضمنت إيطاليا الأربعاء تأهلها الى ثمن النهائي بفوزها الثاني توالياً.
ويدين أبطال العالم أربع مرات بالفوز الثاني الى مانويل لوكاتيلي الذي سجل ثنائية (26 و52) قبل أن يضيف تشيرو إيموبيلي الثالث (89)، ليرفعوا رصيدهم الى 6 نقاط في الصدارة بفارق نقطتين عن خصمتهم المقبلة ويلز، الفائزة الاربعاء على تركيا 2-صفر في باكو، و5 عن سويسرا التي تعادلت في الجولة الأولى مع ويلز 1-1.
ويبدو أن خيبة الغياب عن مونديال روسيا 2018 التي أدت الى إقالة جانبييرو غاسبيريني وتعيين لويجي دي بياجو موقتا قبل منح مهمة البناء والتجديد لمانشيني في أيار/مايو 2018، باتت خلف "لا سكوادرا أتسورا" وأبرز دليل أن فوز الأربعاء كان العاشر توالياً لرجال مدرب لاتسيو وإنتر ومانشستر سيتي الإنكليزي سابقاً من دون تلقي أي هدف خلال هذه السلسلة في إنجاز لم يتحقق منذ 1990.
الاقتراب من رقم بوتسو
كما حافظت إيطاليا على سجلها الخالي من الهزائم للمباراة التاسعة والعشرين توالياً، وتحديداً منذ الخسارة أمام البرتغال صفر-1 في 10 أيلول/سبتمبر 2018 في دوري الأمم الأوروبية، ليصبح مانشيني على بعد مباراة من الرقم القياسي الذي حققه فيتوريو بوتسو قبل قرابة قرن من الزمن وتحديداً بين 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1935 و29 تشرين الثاني/نوفمبر 1939.
والأهم أن إيطاليا التي خرجت من الدور الأول لموندياليّ 2010 و2014 قبل صدمة الغياب عن نهائيات 2018، عادت لتلعب دورها بين كبار القارة العجوز وهذه المرة بأسلوب هجومي مثير مخالف تماماً للسمعة التي لاحقت "أتزوري" خلال تاريخه كفريق دفاعي، وقد تجسد هذا التغيير بأفضل طريقة في المباراة الأولى الذي نجح فيها بتسجيل ثلاثة أهداف للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في كأس أوروبا.
وقال مانشيني بعد اللقاء لقناة "راي" الإيطالية "سويسرا فريق قوي، كنا نعلم بأنها ستكون مباراة صعبة، وكانت كذلك. حصلنا على فرص وكان بإمكاننا أن نسجل في وقت أبكر. عانينا لكن في النهاية كنا نستحقه (الفوز)".
وكشف "عانينا في الدقائق الأولى، لكننا ضغطنا بعد ذلك بشكل مرتفع وأجبرناهم على ارتكاب الأخطاء. الشبان قاموا بعمل جيد جداً حقاً. لم يكن الأمر سهلاً، كانت مباراتهم الثانية في خمسة أيام والأجواء كانت حارة".
وعن المباراة الأخيرة في المجموعة ضد ويلز، قال مانشيني "نلعب من أجل الفوز بكل مباراة وسنرى بعدها ما سيحصل. نهدي هذا الفوز لكل الإيطاليين الذين يعانون حالياً" جراء تداعيات فيروس كورونا.
سيطرة إيطالية أمام عجز سويسري
وبعد بداية حماسية لسويسرا من دون خطورة، فرضت إيطاليا سيطرتها بفضل تحركات لورنتسو إنسينيي وليوناردو سبياناتسولا بشكل خاص، وهددت مرمى يان سومر أكثر من مرة أبرزها رأسية لإيموبيلي الذي لعب الكرة فوق العارضة رغم أنه كان في موقف مثالي للتسجيل (10).
وأثمر الضغط الإيطالي عن هدف من القائد جورجو كييليني اثر ركلة ركنية لكنه ألغي بعد مراجعة "في أيه آر" للمسة يد على قلب دفاع يوفنتوس (20) الذي ترك الملعب بعدها بدقائق بسبب الإصابة ليحل بدلاً منه فرانتشيسكو أتشيربي.
وعلق مانشيني على إصابة قائده في يده على ما يبدو، قائلاً "سنرى غدا. نأمل ألا يكون الأمر خطيراً".
لكن سرعان ما عوض لوكاتيلي إثر انطلاقة سريعة من الدفاع الى الهجوم بدأها الأخير بتمريرة طويلة الى زميله في ساسوولو دومينيكو بيراردي الذي أعادها له (26). ثم واصل أبطال العالم أربع مرات خطورتهم لكن النتيجة بقيت على حالها حتى نهاية الشوط الأول.
وضغطت سويسرا في بداية الثاني، لكن الهدف جاء من الجهة المقابلة إثر تحول سريع آخر من الدفاع، فوصلت الكرة الى نيكولا باريلا الذي حولها الى لوكاتيلي، فأطلقها الأخير من مشارف المنطقة الى الزاوية الأرضية لمرمى سومر (52).
ونشط السويسريون بعض الشيء وهددوا المرمى الإيطالي لكن من دون الوصول الى الشباك، في وقت اعتمد رجال مانشيني على الهجمات المرتدة السريعة التي كانت خطيرة كالعادة ونجحوا في إضافة الثالث والثاني لإيموبيلي في البطولة بتسديدة من خارج المنطقة (89).
بايل نجم الفوز الويلزي رغم اهدار ركلة جزاء
وفي باكو، ألحق المنتخب الويلزي بنظيره التركي خسارته الثانية توالياً بفوزه عليه 2-صفر بفضل تمريرتين حاسمتين من غاريث بايل الذي كان نجم اللقاء رغم اهداره ركلة جزاء.
وتعقدت مهمة المنتخب التركي الذي خاض المباراة أمام ناظري الرئيس رجب طيب أردوغان المتواجد في مدرجات ملعب باكو في أذربيجان، في تخطي دور المجموعات.
وقال بايل "بداية، أنا سعيد جداً من الفوز. قاتلنا بقوة ونحن نفعل ذلك دائماً"، مضيفاً "أهدرت ركلة جزاء لكن اعتقد اني اظهرت شخصية قوية لمساعدة فريقي للتقدم إلى الأمام. أردنا الفوز أكثر من أي شيء آخر، لكن الهدف الثاني كان مثل حبة الكرز على قالب الحلوى".
واستحقت ويلز التي وصلت في نسخة 2016 الى نصف النهائي في أول مشاركة لها، الفوز لأنها كانت الأفضل لكنها اصطدمت بتألق الحارس أوغورشان شاكير الذي أنحنى أخيراً في الدقيقة 42 حين استقبل آرون رامسي داخل المنطقة تمريرة متقنة في ظهر الدفاع التركي من بايل، فاستدار وسدد بالقدم اليمنى أرضية هزت الشباك.
وبعدما أهدر ركلة جزاء فوق العارضة (62)، عوض بايل بتمريره كرة الهدف الثاني إثر ركلة ركنية لكونور روبرتس الذي سددها أرضية في الشباك (90+4).
روسيا تعوض على حساب فنلندا
وفي المجموعة الثانية على أرضها في سان بطرسبورغ، عوّضت روسيا اخفاقها الافتتاحي أمام بلجيكا (صفر-3) وأوقفت انطلاقة الوافدة الجديدة فنلندا، بفوزها عليها 1-صفر.
وسجل أليكسي ميرانتشوك هدف الفوز قبل صافرة نهاية الشوط الأول (45+2)، لتحقق روسيا فوزها الأول في كأس أوروبا في سبع مباريات.
ورفعت روسيا رصيدها إلى 3 نقاط بالتساوي مع فنلندا التي حققت فوزا مفاجئا على الدنمارك 1-صفر.
وتلعب بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، الخميس مع الدنمارك، باحثة عن تحقيق فوزها الثاني وضمان التأهل إلى دور الـ16.
وأعرب قائد فنلندا باولوس أرايوري عن "خيبة أمل، أردنا ان نخرج على الأقل بنقطة، لكني فخور بفريقي. الجميع أعطى100%، واعتقد أن المباراة كانت متقاربة وكانت لدينا فرص لتسجيل الأهداف. لكن لم نكن في يومنا".