إيطاليا تلتحق بركب الدول الداعمة للهدنة في ليبيا

اليونان ترحب بمبادرة القاهرة لوقف النار في ليبيا، مشددة على ضرورة ترحيل مرتزقة تركيا من طرابلس ونزع سلاح الميليشيات.
الجزائر تدعو المجتمع الدولي لإيجاد تسوية سياسية دائمة في ليبيا

القاهرة - أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي رحب خلال اتصاله بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد بمبادرة حل الأزمة الليبية، معربا عن دعمه جهود إرساء السلام في ليبيا.

وبحث السيسي وكونتي تطورات القضية الليبية في ضوء المستجدات الأخيرة، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية .

وقال المتحدث "توافق الجانبان بشأن ضرورة تكثيف التنسيق في هذا الصدد، مع تأكيد الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، لا سيما من خلال دعم المساعي الأممية ذات الصلة وكذا تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، إلى جانب رفض أي تدخل خارجي في هذا الخصوص".

وأضاف "الاتصال تناول التباحث حول تطورات القضية الليبية في ضوء المستجدات الأخيرة، حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي حرصه على تبادل وجهات النظر والرؤى مع الرئيس المصري في هذا الصدد، خاصةً عقب إطلاق مبادرة (إعلان القاهرة) تحت الرعاية المصرية لحل الأزمة في ليبيا، والتي تتسق مع الجهود الدولية المتعددة ذات الصلة، وكذلك لما يمثله الدور المصري من عامل محوري في هذا الإطار".

وتابع "الرئيس المصري أكد موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية والمتمثل في استعادة أركان ومؤسسات الدولة الوطنية الليبية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات الإرهابية، ومنح الأولوية القصوى لتحقيق الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق، ووضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي التي من شأنها استمرار تفاقم الوضع الحالي الذي يشكل تهديداً لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها".

وذكر المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول بحث بعض موضوعات العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد التجاري والعسكري والطاقة، حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي حرص بلاده على تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات، كما أعرب الرئيس السيسي عن التطلع لمواصلة العمل على دفع العلاقات المتميزة بين البلدين وتطويرها على شتى الأصعدة، بما فيها ما يتعلق بجهود احتواء تداعيات جائحة كورونا وتبادل أفضل الخبرات في هذا الصدد.

مبادرة مصر لإنهاء النزاع في ليبيا تلقى ترحيبا دوليا واسعا
مبادرة مصر لإنهاء النزاع في ليبيا تلقى ترحيبا دوليا واسعا

بدورها رحبت اليونان الأحد بمبادرة الرئيس المصري لوقف إطلاق النار في ليبيا، قائلة "هكذا فقط يمكن القضاء على الحسابات المعقدة في القضية الليبية".

وشددت أثينا بعد مبادرة الهدنة أن يتم بالدرجة الأولى ترحيل كل المرتزقة الأجانب ونزع سلاح كل الجماعات شبه العسكرية، وحذرت من أن إطالة أمد الأزمة لا يخدم سوى دول أخرى لها دوافع خفية في التدخل في الشؤون الليبية.

يذكر أن اليونان لها مصلحة كبيرة في استقرار الأوضاع في ليبيا، وتتخوف اليونان من تنامي النفوذ التركي داخل جارتها الجنوبية، فيما تواصل تركيا تغذية الصراع بين الفرقاء في ليبيا وأرسلت آلاف العناصر المتشددة المسلحة من سوريا إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق.

وكانت تركيا قد وقعت أواخر العام الماضي مع رئيس حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج، اتفاقا لترسيم الحدود مع ليبيا في ونزعت هذه الاتفاقية أي حق لليونان في منطقة اقتصادية تقع جنوب جزيرة كريت وجزر يونانية أخرى.

ولهذا السبب، أنشأت دول الاتحاد الأوروبي إطارا قانونيا لفرض عقوبات على تركيا.

ومن المنتظر أن تبدأ الهدنة، وفقا للمبادرة المصرية، اعتبارا من غد الاثنين.

كما طالبت الجزائر الأحد "مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين بتنسيق جهودهم لإيجاد تسوية سياسية دائمة للأزمة في ليبيا"، حسبما أورده بيان وزارة الخارجية الجزائرية.

وقال البيان "أخذت الجزائر علما بالمبادرة السياسية (المصرية) الأخيرة من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية."

وأضاف "وتذكر الجزائر بموقفها القائم على الوقوف على مسافة واحدة من الأشقاء الليبيين وبالجهود التي بذلتها على مختلف الأصعدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بدءً بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار التي تجمع الفرقاء الليبيين من أجل حل سياسي شامل وفقا للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وفي إطار احترام إرادة الشعب الليبي الشقيق".

وجددت "الجزائر تمسكها بالدور المحوري لدول الجوار من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين من خلال اعتماد الحوار الشامل كسبيل وحيد لتحقيق السلام في ليبيا وضمان وحدة وسلامة أراضيها."