إيقاف قصر أزالوا لافتة حزبية يفاقم غضب اللبنانيين

يد القمع في لبنان تطال الأطفال بعد توقيف عشرات المناهضين للنظام السياسي وتعنيفهم.

بيروت - أوقفت القوى الأمنية اللبنانية خمسة شبان بينهم ثلاثة قاصرين السبت لإزالتهم لافتة للحزب الذي يتزعمه رئيس الجمهورية شرق بيروت، قبل أن تعود وتفرج عنهم لاحقاً وفق محامين، إثر موجة انتقادات غاضبة.

ويأتي هذا امتدادا لسياسة القمع التي طالت المتظاهرين في لبنان الذين خرجوا في 17 أكتوبر/تشرين الأول احتجاجات على فرض ضرائب على الاتصالات المجانية في تطبيق "واتساب"، احتجاجات سرعان ما تحولت إلى شعرات مناهضة للنظام السياسي.

وخلال أسابيع من الحراك الشعبي أوقفت القوى الأمنية عشرات المتظاهرين قبل أن تطلق سراحهم، وقد بدت آثار ضرب على عدد منهم.

وأفادت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين في لبنان على صفحتها على فيسبوك أنه جرى "توقيف خمسة شبان من ضمنهم ثلاثة قاصرين في حمانا من قبل النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان على خلفية إزالة لافتة لمركز للتيار الوطني الحر".

وجرى توقيف الشبان الساعة السادسة مساء (16.00 ت غ) من قبل مخابرات الجيش قبل أن يطلق سراحهم عند الساعة الثانية والنصف فجراً (12.30 ت غ) بعد أخذ إفاداتهم، وفق المصدر ذاته.

وأوضح الجيش في بيان أنه تسلم الموقوفين الخمسة وبينهم اثنان في الـ15 من العمر وآخر في الـ12 من العمر، من شرطة بلدية حمانا التي تبعد 20 كيلومتراً شرق بيروت، قبل أن يسلمهم إلى قوى الأمن الداخلي.

وأثارت القضية غضب الناشطين الذين انتقدوا على وسائل التواصل الاجتماعي توقيف أطفال، وكتب أحدهم "يسقط نظام يعتقل الأطفال"، وعلّق آخر "حين يهز طفل في الـ12 من العمر عرش الدولة، اعرف أن الدولة فاسدة".

وتداول ناشطون دعوات للمشاركة في تظاهرة الأحد تحت عنوان "أحد التمزيق".

ووثقت لجنة المحامين خلال الشهر الأول من التظاهرات توقيف 300 شخص بينهم 12 قاصراً قبل أن يتم إطلاق سراحهم خلال 24 أو 48 ساعة من توقيفهم، لكن لا تزال مجموعة من 11 شخصاً، بينهم قاصران، موقوفين في قضية اقتحام فندق في مدينة صور (جنوب) خلال الأسبوع الأول من الاحتجاجات.

حين يهز طفل في الـ12 من العمر عرش الدولة إعلم أن الدولة فاسدة

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. ويبدو الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ويتمسك المحتجون بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، لاتهامها بالفساد وبنهب الأموال العامة.

ومنذ بدء الحراك الشعبي تشهد أيام الأسبوع تحركات احتجاجية عدة، تشمل اعتصامات أمام مؤسسات رسمية ومصارف وعادة ما تحصل التظاهرات الأكبر والتي تملأ الساحات يوم الأحد.

وأحيا عشرات آلاف اللبنانيين الجمعة الذكرى السادسة والسبعين لاستقلال الجمهورية بتنظيم "عرض مدني" بدلا عن العرض العسكري التقليدي الذي بقي هذه السنة محصورا في وزارة الدفاع، فيما وواكبت التحركات المدنية أجواء احتفالية وحماسية.