'إيكيا' تراعي البيئة بتأجير وإعادة تدوير المفروشات

الشركة العالمية المتخصصة في صناعة الأثاث تحاول تلميع صورتها المشوهة من جراء بصمة الكربون الكبيرة والاستهلاك المفرط.
إيكيا تنوي خفض بصمتها الكربونية بنسبة 70% لكلّ منتج بحلول 2030
الشركة السويدية تتعهد بإزالة البلاستيك الأحادي الاستخدام من منتجاتها بحلول 2020

ستوكهولم - يسعى عملاق المفروشات السويدي "إيكيا" إلى تلميع صورته المشوهة من جراء بصمة الكربون الكبيرة والاستهلاك المفرط، وذلك من خلال إستراتيجية جديدة تقضي خصوصا بتأجير القطع وإعادة تدويرها.
التزمت "إيكيا" بخوض مجال اقتصاد التدوير بحلول 2030، في خطوة قد تكون مجرّد حملة تسويقية أو قد تبشّر بثورة فعلية.
وبغية تحقيق هذا الهدف، اعتمدت المجموعة عدة سبل، من بينها إصلاح المنتجات المتضرّرة خلال النقل وإعادة التوضيب، فضلا عن إتاحة إمكانية إرجاع بعض السلع وإعادة تدوير تلك الخارجة عن الاستخدام.
وآخر التدابير المعتمدة في هذا الصدد، إعلان مجموعة "إنغكا غروب" التابعة لـ"إيكيا" مطلع العام 2019 عن إطلاق مشروع نموذجي لتأجير قطع الأثاث في أربعة بلدان (من بينها سويسرا). ومن المرتقب توسيع نطاق هذا المشروع في 2020 ليشمل 30 سوقا في أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا.
قد يستغرب المرء فكرة استئجار مطبخ، لكن المفهوم ليس بهذه الغرابة في نهاية المطاف، على حدّ قول سيسيليا كاسنجر الأستاذة المحاضرة في التواصل الإستراتيجي في جامعة لوند السويدية.

ايكيا
الشركة تفرط في استخدام الموارد الطبيعية

وهي تؤكّد أنه "من الممكن استخدام منتجات إيكيا على المدى الطويل وحتّى إعادة استخدامها، ما يحدّ من المخلّفات".
غير أن الهدف المعلن لعملاق المفروشات الميسورة الكلفة والمفككة الأجزاء قد يكون في الواقع صعب المنال نظرا لبصمته الكربونية الكبيرة.
وتوضح كاسنجر أن "أبرز الرهانات المرتبطة بالانتقال إلى اقتصاد التدوير هي على صلة بالسلسلة اللوجستية المستدامة، من نقل وتخزين وتجميع للمنتجات، فضلا عن الخدمات (الإصلاح والصيانة) وإدارة المخلّفات".
وقد أعربت "إيكيا" عن نيتها خفض بصمتها بنسبة 70% تقريبا لكلّ منتج بحلول 2030.
وهي أفادت في تقريرها الإستراتيجي بعنوان "بيبول أند بلانيت بوزيتيف" بأن "أفضل طريقة لتخفيض بصمة الكربون تستند إلى المواد الأولية وصلاحية المنتجات".
وبحسب البيانات الأخيرة التي قدّمتها المجموعة في مطلع العام 2019، تشكّل المواد الأوّلية أكثر من ثلث انبعاثات غازات الدفيئة (36,4%)، في حين يصدر نقل البضائع إلى المتجر وعند الزبون 19,4% من هذه الانبعاثات.

ايكيا
هل نحن بحاجة فعلا لاقتناء كلّ ما نملكه

وليست هذه النسب مرضية في نظر المنظمات البيئية، على غرار "غرينبيس نورديك" التي تلفت إلى أن "إيكيا قادرة على أن تصبح شركة قائمة بالكامل على اقتصاد التدوير… لكن الثغرات لا تزال كثيرة في مجال البصمة البيئية ولا يقدّم لها النموذج الجديد أيّ حلّ".
يأتي الجزء الأكبر من المنتجات التي تبيعها المجموعة عبر فرعها "إيكيا إنداستري" من بولندا وروسيا وسلوفاكيا والبرتغال والسويد، في حين تتركّز أكبر أسواق التوزيع في ألمانيا (15%) والولايات المتحدة (14%) وفرنسا (8%)، بحسب بيانات تعود للعام 2017.
وتندد "غرينبيس" باستغلال الشركة المفرط للموارد الطبيعية، مثل زيت النخيل والخشب، فضلا عن استخدام البلاستيك.
وقد تعهدت "إيكيا" بإزالة البلاستيك الأحادي الاستخدام من منتجاتها بحلول 2020.
غير أن كاسنجر تلقي باللائمة على المستهلك أيضا، قائلة "هل نحن بحاجة فعلا لاقتناء كلّ ما نملكه؟".