إيمان الإدريسي تحتفي بالمرأة في معرضها الفردي الجديد
لشبونة (البرتغال) - تحتفي الفنانة التشكيلية المغربية إيمان كمال الإدريسي بالمرأة في معرضها الفردي الجديد الذي افتتحته، السبت، برواق "غاليريا ذا وان" المرموق بقصر أنونسيادا أفينيدا دا ليبرداد في لشبونة، تحت عنوان "SHE is the one"، أو "هي الوحيدة".
ودعا القائمون على الرواق عبر حسابه على إنستغرام محبي الفنون الجميلة لحضور المعرض الذي يعكس قوة المرأة وإبداعها، فهذا الحدث يعد فرصة لاكتشاف عالم من التعبيرات النابضة بالحياة والقصص العميقة والنظرات الفريدة، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
ويسافر المعرض بزواره إلى العالم الخاص لإيمان كمال الإدريسي، حيث تقدم الفنانة التشكيلية معرضا متكاملا، يسلط الضوء على المرأة من خلال أعمال فنية تستكشف لعبة الإدراك، والشفافية، والتراكبات.
وتقدم الفنانة التشكيلية المغربية من خلال هذا المعرض رحلة شخصية وفنية تعكس تجاربها الثقافية المتنوعة وتأثيراتها الفنية التي تشكلت عبر السفر والتنقل بين ثقافات مختلفة.
ويقترح المعرض تنوعا حقيقيا في التقنيات والوسائط من خلال الرسم على الزجاج في عدة طبقات، وطبقات من اللؤلؤ متعدد الألوان، وتركيب طبقات من الخشب، ولوحات على القماش.
وقالت الإدريسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "الأعمال الفنية التي تتنوع من حيث ثيماتها والتقنيات والمواد المستعملة، تضم لوحات تستخدم فيها تقنية جديدة ومبتكرة تمزح بين القوام والسرد البصري، وصور لنساء أمازيغيات تتضمن تركيب عدة طبقات من البلكسيغلاس (أوراق بلاستيكية)، مما يخلق تأثيرا ثلاثي الأبعاد وحركة ديناميكية".
كما يقترح المعرض الذي يتواصل إلى غاية 30 مارس/آذار الجاري، عملا تفاعليا يكشف تدريجيا عن أربع صور لأماليا، المغنية الأسطورية لفادو، حيث تتغير الصورة وفقا للزاوية التي ينظر منها المشاهد.
وأشارت الفنانة التشكيلية إلى أن كل قطعة فنية هي دعوة للانغماس في عالم حيث الهوية والإدراك يعيدان تشكيل أنفسهما، مما يمنح المشاهد قراءة متعددة الأبعاد ومتطورة، معتبرة أن أعمالها "انعكاس حميمي لمسار حياتها"، حيث تتطور أعمالها بتطور تجاربها والثقافات التي أثرت فيها، من موزمبيق، حيث استلهمت من الألوان الزاهية وأجواء أفريقيا الجنوبية، إلى البرتغال، حيث اكتشفت عالم الفادو وروح لشبونة الحالمة. كما أن ارتباطها بجذورها الأمازيغية وانغماسها في ثقافة الرأس الأخضر أضفيا بعدا جديدا لأعمالها، حيث تزاوج بين التأثيرات الأفريقية والأطلسية.
وتقدم الفنانة إلى جانب المعرض، ورشات عمل لتعليم تقنياتها الفريدة في تركيب الطبقات المتعددة والمنظور والتفاعل البصري، مما يتيح للمشاركين استكشاف أبعاد جديدة في الفن وتجربة كيفية تغير كل قطعة فنية وفقا لزاوية نظر المشاهد.
ويعتبر معرض "SHE is the one" رحلة فنية غامرة عبر الثقافات والهويات، حيث تلتقي التأثيرات الأفريقية والأوروبية في لوحات تفاعلية تمنح المشاهد تجربة بصرية وفكرية فريدة. وتقدم الفنانة المغربية شهادة على كيفية تشكل التعبيرات الفنية من خلال البيئة، والتاريخ، والهوية.
وكانت الفنانة التشكيلية المغربية قد شاركت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في معرض جماعي يجمع فنانين تشكيليين من جميع أنحاء العالم أقيم في غاليريا "ذا وان" المرموق بقصر أنونسيادا أفينيدا دا ليبرداد بلشبونة.
وعرضت الإدريسي أعمالها ضمن المعرض الذي حمل عنوان "مسارات إبداعية"، وتواصل إلى غاية العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي.
وإيمان كمال الإدريسي رسامة وصانعة أفلام مغربية مقيمة في موزمبيق، تستكشف أعمالها التي تعتمد على الوسائط المختلطة مواضيع متكررة مثل الجسد الأنثوي والمال والحياة البرية أو حتى البورتريه. وبفضل والدها الرسام هو الآخر، تعرفت الإدريسي على عالم التعبير وحرية الفكر في سن مبكرة.