اتفاق أميركي اسرائيلي بلا ملامح واضحة لادخال مساعدات إلى غزة

رعايا أجانب ينتظرون منذ ثلاثة أيام في الجانب الفلسطيني من معبر رفح على أمل السماح لهم بالعبور إلى مصر، مع تزايد عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية في سيناء على الجانب المصري من المعبر.

واشنطن - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فجر الثلاثاء عن اتفاق أميركي-إسرائيلي على خطة لإرسال مساعدات لقطاع غزة، بعد محادثات مارثونية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كان مصرا على رفض دخول أي مساعدات إنسانية كعقاب جماعي لسكان القطاع.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على إيجاد سبل للسماح بدخول المساعدات الدولية إلى قطاع غزة المحاصر. وأوضح بعد محادثات استمرت قرابة ثماني ساعات مع نتنياهو "بناء على طلبنا، اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على تطوير خطة ستمكن المساعدات الإنسانية من الدول المانحة والمنظمات المتعددة الأطراف من الوصول إلى المدنيين في غزة". وأكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور إسرائيل الأربعاء للتضامن معها.

ومساء الاثنين، التقى نتنياهو ببلينكن، للمرة الثانية منذ إطلاق حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" بـ7 أكتوبر الجاري، بعد جولة عربية سعى خلالها لحشد تأييد ضد حركة حماس والبحث عن سبل لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة.

وشارك نتنياهو وبلينكن في جلسة الكابينت (مجلس الوزراء) المصغر حول الحرب، بالإضافة إلى وزير الدفاع يوآف غالانت والوزراء بيني غانتس وغادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وعضو الكنيست أرييه درعي.

وفي بداية الجلسة، انطلق صوت صفارات الإنذار إثر إطلاق صواريخ من قبل كتائب القسام نحو تل أبيب، حيث هرع بلينكن والحاضرون الآخرون إلى غرفة محمية.

وقد أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب مجددا قبل قليل برشقة صاروخية "ردا على استهداف المدنيين".

وقال بلينكن للصحفيين في ختام المحادثات الماراثونية مع نتانياهو، إن "الرئيس بايدن سيؤكد تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل والتزامنا الصارم أمنها".

وأضاف أن بايدن سيواصل التنسيق الوثيق مع الشركاء الإسرائيليين لإطلاق سراح الرهائن لدى حماس. موضحا "سيؤكد رسالتنا لأي جهة تحاول استغلال هذه الأزمة لمهاجمة إسرائيل".

وأعلن البيت الأبيض عن زيارة بايدن المقررة إلى إسرائيل الأربعاء تلبية لدعوة نتنياهو والتي ستشمل دولا عربية في المنطقة. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي إن بايدن سيجري زيارة للأردن ويلتقي مع العاهل الأردني الملك عبد الله ومن ثم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وتستمر معاناة قطاع غزة إثر التصعيد الإسرائيلي، فيما أعلنت المصادر الطبية في غزة، "ارتفاع حصيلة الضحايا جراء التصعيد المستمر إلى أكثر من 2800 شهيد وإصابة أكثر من 10850 آخرين بجراح مختلفة".

وبحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن قرابة 1000 طفل و950 امرأة قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية، وأصيب أكثر من 2000 طفل و1400 امرأة بجراح مختلفة.

وقال شاهد لوكالة رويترز الاثنين، إن شاحنات تحمل مساعدات لقطاع غزة تتجه من العريش في شبه جزيرة سيناء المصرية باتجاه معبر رفح. ولم يتضح متى أو ما إذا كان المعبر سيُفتح.

ويأتي هذا بينما تعرض محيط المعبر لغارة جديدة في اليوم العاشر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وتستعد إسرائيل لشن هجوم واسع النطاق في غزة، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر لمسلحي حماس الذين اقتحموا بلدات ومقرات عسكرية إسرائيلية ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين.

وينتظر رعايا أجانب منذ ثلاثة أيام في الجانب الفلسطيني من معبر رفح على أمل السماح لهم بالعبور إلى مصر، مع تزايد عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية في سيناء على الجانب المصري من المعبر بانتظار السماح لها بدخول القطاع.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للصحفيين "هناك حاجة ملحة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة"، موضحا أن المحادثات مع إسرائيل لم تكن مثمرة.

وكانت مصر قد ربطت موافقتها على السماح بخروج الرعايا الأجانب بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

ويعيش أكثر من مليوني شخص في غزة تحت الحصار منذ أن شنت إسرائيل قصفا مكثفا على القطاع وحاصرته ردا على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر. وقال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، حمادة البياري، إن "الوضع في غزة خطير جدا".

ويقدم مكتب أوتشا الأممي التمويل والمعلومات والأدوات والدعم والتأييد الذي يُمكن العاملين في المجال الإنساني من إنقاذ الأرواح، حسبما يوضح على "موقعه الرسمي".

وأضاف البياري أن "ما نشهده غير مسبوق والحياة معطلة بالكامل، ولا يوجد أي مكان آمن في غزة والوضع كارثي"، مؤكدا أن "هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين وتجنيبهم مخاطر الحرب".

وأكد أن المنظومة الصحية كاملة يمكن أن تنهار قريبا في قطاع غزة، داعيا المجتمع الدولي للدفع نحو إدخال المساعدات عبر مصر وإسرائيل بشكل عاجل وطارئ.

وأشار إلى أن "هناك مئات آلاف النازحين الذين يحتاجون لدعمهم بكل شيء"، مشددا على ضرورة "احترام القانون الدولي الإنساني، وفتح ممرات إنسانية بشكل عاجل".

ولفت إلى أن هناك شح شديد في مياه الشرب والمواد الغذائية والوقود والدواء، وهي احتياجات أساسية لسكان القطاع. وهناك صعوبة شديدة في التدخل ووصول رجال الإنقاذ والإغاثة إلى الأماكن المتضررة، وتؤكد تقارير أيضا استهداف طواقم عاملة بمجال الإسعاف والدفاع المدني.