اتفاق إدلب يترنح على وقع الغارات الدامية

عشرات القتلى وألوف النازحين بقصف مدفعي لقوات النظام وهجمات جوية روسية في تصعيد للحملة المستمرة منذ خمسة ايام.
أعداد القتلى تتراوح من 30 الى سبعين
الإعلام السوري: الجيش يهاجم جهاديين
إصابة جنديين تركيين بقصف من قوات النظام

بيروت/أنقرة - ذكرت مصادر والمرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات الحكومة السورية وقوات روسية حليفة شنت غارات جوية جديدة السبت على شمال غرب سوريا الخاضع للمعارضة وذلك لليوم الخامس في حملة مكثفة أودت بحياة عشرات الأشخاص وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار.
ويهدد تصاعد العنف في محافظة إدلب ومناطق قريبة اتفاقا بين روسيا وتركيا أبرم في سبتمبر/أيلول جنب المنطقة، وهي آخر معقل رئيسي للمعارضة ضد الرئيس بشار الأسد، هجوما من قبل القوات الحكومية.
وقالت فرق إنقاذ بالمنطقة الخاضعة للمعارضة إن عشرات الأشخاص قتلوا واضطر آلاف آخرون للفرار جراء القصف. وذكرت الأمم المتحدة أن الهجمات شملت أعنف ضربات ببراميل متفجرة خلال 15 شهرا.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن جنديين تركيين أصيبا بجروح طفيفة نتيجة القصف الذي يعتقد أنه شُن من أراض تابعة للحكومة السورية.
وانتشرت قوات تركية في شمال غرب سوريا بناء على اتفاق مع روسيا أقوى حلفاء الأسد.
وتعهد الأسد، الذي هزم الكثير من خصومه بمساعدة قوات روسية وإيرانية، باسترداد كل شبر من الأراضي السورية.

الطيران لا يتوقف أبدا والاستهداف مستمر بشكل كثير كبير مثل امبارح وأكثر

لكن وجود قوات تركية في شمال غرب سوريا، وتفاهمات روسية مع أنقرة تعقد أي هجوم على المنطقة التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
وأقامت تركيا، التي تستضيف بالفعل نحو 3.6 مليون لاجئ سوري وتأمل في تجنب تدفق آخر للاجئين، نحو عشرة مواقع عسكرية في إدلب ومناطق قريبة منها بناء على اتفاقيات مع روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في الأسبوع الماضي إنه لا يستبعد شن هجوم شامل على المتشددين في محافظة إدلب من جانب القوات السورية مدعومة بقوة جوية روسية، لكنه أشار إلى أن مثل هذا الخيار لن يكون عمليا في الوقت الحالي.
وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الجيش السوري يهاجم جهاديين. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش دمر مواقع للجهاديين في جنوب إدلب ومحافظة حماة المجاورة السبت ردا على ما وصفتها بانتهاكات متكررة لاتفاق خفض التصعيد.
قال متحدث باسم المعارضة لوكالة رويترز للانباء إنها تصدت لمحاولات قوات الحكومة دخول قلعة المضيق. وأضاف ناجي مصطفى عضو جبهة التحرير الوطني المدعومة من تركيا أن مقاتلي المعارضة يقصفون مواقع تابعة للقوات الحكومية.
وذكر أحمد الدبيس مدير السلامة والأمن في اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة وهو منظمة خيرية تدعم المنشآت الطبية بالمنطقة أنه بعد الهدوء خلال الليل، زاد القصف مجددا السبت.
وأوضح قائلا "الآن رجع الاستهداف أقوى بكثير وانتشر بشكل كبير في جبل الزاوية وريف حماة الشمالي. الطيران لا يتوقف أبدا والاستهداف مستمر بشكل كثير كبير مثل امبارح (أمس) وأكثر".

130 ألف نازح
130 ألف نازح

وقال الدفاع المدني السوري، وهو خدمة انقاذ تعمل بالمناطق الخاضعة للمعارضة، إنه سجل أكثر من 30 حالة وفاة في الأيام القليلة الماضية. وقال الدبيس إن عدد القتلى يبلغ 50 شخصا على الأقل بينما قال المرصد السوري إن 67 شخصا قتلوا.
وذكر ساكن من بلدة اطمة إن مئات المركبات تصل كل يوم إلى البلدة الواقعة على الحدود التركية لنقل سكان بعيدا عن المناطق المستهدفة.
وقال مصطفى الحاج يوسف مدير مديرية إدلب بالدفاع المدني السوري إن أكثر من 130 ألف شخص فروا باتجاه مناطق أكثر أمنا موضحا "مراكز الدفاع المدني تعرضت لاستهداف بشكل مباشر".
وقال اتحاد الرعاية الطبية إن أربع منشآت طبية تعرضت للقصف.
ويتضمن الاتفاق الروسي مع تركيا إقامة منطقة خالية من كل أنواع الأسلحة الثقيلة والجهاديين. لكن موسكو تقول إن الاتفاق لم يُنفذ بعد.
وهيئة تحرير الشام أقوى فصيل في شمال غرب سوريا وهي حركة جهادية انبثقت عن جبهة النصرة الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا. وزاد نفوذ الهيئة بعدما تمكنت من إبعاد جماعات مناوئة. لكن تنشط بالمنطقة فصائل أخرى تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير.