اتفاق افغانستان هدية قطر لترامب في عام الانتخابات

في حين ترفض كابول بندا رئيسيا في الاتفاق، لم تتضح خطط الانسحاب الاميركي تماما ولا امد المفاوضات بين الافغان.

لندن – قال محللون ان الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع طالبان السبت في قطر لا يفتح الباب امام سلام حقيقي في افغانستان بقدر ما يمثل "هدية" من قطر للرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وعلاوة على رفض كابول بندا رئيسيا في الاتفاق وعدم وضوح خطط الانسحاب الاميركي التام، من المتوقع ان تستمر المفاوضات بين الافغان سنوات طويلة قبل الاستقرار السياسي والامني المنشود في هذا البلد الذي طبعت تاريخه الصراعات والحروب.
وتم توقيع الاتفاق بعد محادثات استمرت أكثر من عام ونصف العام عُقد معظمها في الدوحة التي تستضيف الجناح السياسي لطالبان.
وذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للصحفيين بعد حفل توقيع الاتفاق في الدوحة السبت "كانت قطر شريكا مهما بشكل كبير للغاية في وصولنا إلى هذه اللحظة الحاسمة. عندما واجهنا عثرات على الطريق ساعدونا في تذليلها".
وقال جيمس دورسي كبير الباحثين في كلية سانت راجاراتنام للدراسات الدولية ومعهد الشرق الأوسط في سنغافورة "حاول القطريون بشكل أساسي أن يجعلوا أنفسهم مهمين للولايات المتحدة".

حاول القطريون بشكل أساسي أن يجعلوا أنفسهم مهمين للولايات المتحدة

واضاف متحدثا لوكالة رويترز للانباء ان القطريين ارادوا ان "يكونوا وسطاء عندما احتاج الأميركيون إلى وسطاء، ومن الطبيعي أن وضع قطر بهذا الشكل فيما بعد عام 2017 كان مهما جدا"، في اشارة الى العام الذي قطعت فيه السعودية والامارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر.
وذكر متابعون ان قطر ركزت بالدرجة الاولى على انجاز اي اتفاق بين واشنطن وطالبان ولو كان مليئا بالثغرات التي تتيح نقضه في اي وقت، لكنها كانت حريصة على تحقيق نصر لترامب الذي يخوض الانتخابات الرئاسية لتجديد ولايته في نوفمبر/تشرين الاول القادم.
الى ذلك، رفض الرئيس الأفغاني أشرف غني الأحد طلبا من حركة طالبان بالإفراج عن خمسة آلاف سجين من الحركة كشرط لإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية وشخصيات مدنية كما جاء في الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع الحركة.
وقال غني للصحفيين في كابول، بعد يوم من توقيع الاتفاق في قطر لبدء تسوية سياسية بهدف إنهاء أطول حرب تشارك فيها الولايات المتحدة، "لم تقطع حكومة أفغانستان أي تعهد بالإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان". 
ويقول دبلوماسيون غربيون إن المفاوضين الأميركيين يواجهون صعوبات في دفع الحكومة الأفغانية وطالبان لطاولة المفاوضات.
وينص الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة وحركة طالبان على التزام الجانبين بالعمل بسرعة للإفراج عن السجناء من المقاتلين كإجراء لبناء الثقة بالتنسيق والموافقة من جميع الأطراف المعنية.
ونص الاتفاق كذلك على أنه سيتم إطلاق سراح ما يصل إلى 5 الاف من سجناء طالبان مقابل ما يصل إلى الف أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس/آذار.
وقال غني عن مسألة تبادل السجناء "ليس من صلاحيات الولايات المتحدة أن تتخذ قرارا، إنها مجرد وسيط".
ووقع المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد والزعيم السياسي لطالبان الملا عبد الغني بارادار الاتفاق السبت في العاصمة القطرية الدوحة بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

اتفاق هش محاط بالتساؤلات
اتفاق هش محاط بالتساؤلات

وأعلنت حركة طالبان أن بارادار التقى وزراء خارجية تركيا وأوزبكستان والنرويج في الدوحة إضافة لدبلوماسيين من روسيا وإندونيسيا ودول جوار في خطوة تشير إلى عزم الحركة الحصول على شرعية دولية.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "الوفود التي التقت الملا بارادار عبرت عن التزامها بإعادة إعمار أفغانستان وتنميتها. الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان تاريخي".
ورفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتقادات التي وجهت للاتفاق وقال إنه سيقابل زعماء من الحركة في المستقبل القريب.
وقال مساعدون لغني إن قرار لقاء قادة من طالبان قد يشكل تحديا للحكومة في وقت أصبح فيه انسحاب القوات الأميركية وشيكا.
وبموجب الاتفاق تلتزم واشنطن بخفض عدد قواتها في أفغانستان إلى 8600 من نحو 13 ألفا حاليا خلال 135 يوما من توقيع الاتفاق.
ويعتمد الانسحاب على ضمانات أمنية من طالبان التي حكمت أفغانستان من 1996 إلى 2001 وفرضت الكثير من القيود على النساء والأنشطة التي اعتبرتها مخالفة لأحكام لشريعة.
وبعد الإطاحة بها من السلطة عام 2001 في غزو قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، التي دبرها مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة الذي آوته طالبان، قادت الحركة تمردا عنيفا.