اتفاق اللحظة الأخيرة ينقذ بريطانيا من بريكست فوضوي

الاتفاق التاريخي يتضمن استمرار حركة التجارة والبضائع دون تعريفات أو حصص بين الطرفين، فيما تخلت أوروبا عن 25 بالمئة من حصتها بالصيد البحري في المياه البريطانية.
جونسون يرتدي ربطة عنق مستفزة تحمل صور أسماك بعد إرغامه بروكسل على اتفاق تجاري يحقق لبريطانيا مكاسب
ماكرون يشيد بوحدة أوروبا وحزمها في التوصل لاتفاق مع بريطانيا
التوصل لاتفاق تجاري بين لندن وبروكسل بجنب الطرفين تداعيات اقتصادية وخيمة
جونسون يشيد بالاتفاق التجاري مع الاتحاد الأوروبي
البرلمان الأوروبي يبت في الاتفاق مع بريطانيا خلال العام الجديد

لندن/بروكسل - بعد أشهر من المحادثات المضنية توصل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الخميس إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد البريكست.

وقالت رئيسة المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في مؤتمر صحفي، إن اتفاق بريكست "جيد ومتوازن ومنصف للطرفين"، واصفة بريطانيا بـ"الشريك الموثوق"

وانتقلت المفاوضات بشأن اتفاق بريكست التجاري منذ الإثنين الماضي، إلى رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

ويضمن الاتفاق للطرفين استمرار حركة التجارة والبضائع دون تعريفات أو حصص، حسب المصدر ذاته.

وارتكزت المفاوضات الخاصة بالاتفاق التجاري على تقاسم نحو 650 مليون يورو من المنتجات التي يصطادها الاتحاد الأوروبي كل عام في مياه المملكة المتحدة والمدة التي ستحدد لتكيف الصيادين الأوروبيين مع الوضع الجديد، وهو خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد في 31 يناير/كانون الثاني الماضي وتخليها عما يسمى بالسوق الموحدة.

ويفترض أن تصادق الدول الأعضاء على الاتفاق في إجراءات تستغرق بضعة أيام.

يشار إلى أن التجارة بين الاتحاد الأوروبي ولندن كانت ستخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية ما يعني فرض رسوم جمركية وتحديد حصص، إلى جانب تطبيق إجراءات إدارية قد تؤدي إلى اختناقات مرورية ضخمة وتأخير تسليم البضائع لو لم يتوصل الطرفان لهذا الاتفاق.

وتصدر بريطانيا 47 بالمئة من منتجاتها إلى الدول الأروبية، بينما يصدر الاتحاد الأوروبي ثمانية بالمئة فقط من بضائعه إلى الضفة الأخرى لبحر المانش.

وكاد الخلاف حول صيد الأسماك بالمياه البريطانية أن يعيق أحد أهم الاتفاقات التجارية في تاريخ أوروبا الحديث بين بروكسل ولندن الذي سيجنبهما حتما نهاية فوضوية لبريكست كانت ستكبد الطرفين تداعيات اقتصادية وخيمة.

وعبر ممثلون للاتحاد الأوروبي عن ترحيبهم بالتوصل أخيرا لاتفاق تجاري مع بريطانيا لفترة ما بعد انسحابها، وكذلك عن أسفهم بشأن أجزاء في الاتفاق.

وقال البرلمان الأوروبي إنه سيدرس اتفاق التجارة الذي أبرمه الطرفان دراسة تفصيلية قبل أن يبت فيه خلال العام الجديد.  

وأشاد جونسون بالاتفاق التجاري لما بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي والموقع حديثا، قائلا إن قيمته تبلغ سنويا حوالي 660 مليار جنيه إسترليني (895 مليار دولار)، ويبلغ عدد صفحاته 500 صفحة.

وأعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ارتياحه حيال التوصل إلى اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لفترة ما بعد الخروج البريطاني من التكتل.

بدوره أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"وحدة وحزم" الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن ذلك أثمر عن النجاح في التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست مع بريطانيا.

وقال ماكرون على تويتر إن "وحدة وحزم أوروبا أثمرا"، مضيفا أن "الاتفاق مع المملكة المتحدة ضروري لحماية مواطنينا وصيادينا ومنتجينا. سنعمل على ضمان ذلك".

وخرجت بريطانيا رسميا من التكتل يوم 31 يناير/كانون الثاني لكنها منذ ذلك الحين في فترة انتقالية تظل خلالها قواعد التجارة والسفر والأعمال بدون تغيير، لكن هذه الفترة الانتقالية ستنتهي بنهاية العام.

ومن شأن التوصل لاتفاق في اللحظات الأخيرة تحاشي أقسى نهاية ممكنة لخروج بريطانيا، لكن لندن مقبلة على علاقات أبعد كثيرا عن أكبر شريك تجاري لها مما تصوره أحد تقريبا عند التصويت على خروجها من الاتحاد في 2016.