اتفاق بين الفصائل ودمشق بوساطة دينية لاحتواء التوتر في السويداء

مشيخة العقل لم تضع نفسها ضامناً لأي اتفاق إنما لعبت دور وساطة للتهدئة وحقن الدماء على إثر حالة التوتر الأخيرة.

السويداء (سوريا) - أعلنت فصائل محلية عن توصلها لاتفاق يهدف لإنهاء التوتر الأخير في مدينة السويداء، بعد “مساعٍ قامت بها جهات دينية وأهلية”، للعمل على إبعاد الحاجز الذي تمّ إنشاؤه مؤخراً عند "دوار العنقود" وتسبب باشتباكات بين الفصائل والجيش السوري.

وجاء الإعلان في بيان مقتضب، وتركز على بندين اثنين، أولهما يتعلق بتحويل الحاجز إلى نقطة عسكرية، وليس نقطة أمنية لتفتيش المارة، وإبعاده باتجاه الغرب. وثانيهما تعهد الفصائل بوقف التصعيد وعدم استهداف النقطة العسكرية المذكورة، مع جاهزيتها للردّ دائماً “في حال نقض هذا الاتفاق”.

ونقلت شبكة السويداء 24 عن مصدر من الفصائل قوله إن مشيخة العقل ممثلة بسماحة الشيخ يوسف جربوع، لعبت دوراً بارزاً في نزع فتيل الأزمة، والسعي إلى حل ينهي حالة التوتر. فيما قال مصدر مقرب من دار الطائفة إن مشيخة العقل في اجتماع الاثنين في مقام عين الزمان، تقدمت بمقترحات إلى دمشق، تتعلق بحاجز العنقود، سعياً منها لنزع فتيل الأزمة الأخيرة.

وأضاف المصدر أن دمشق ردّت بالإيجاب على أحد المقترحات الثلاثاء، عبر أحد كبار المسؤولين الأمنيين، وهو أنه لن يتم تشييد نقطة تفتيش للمارة في الموقع العسكري الجديد قرب دوار العنقود.

وأشار إلى أن مسألة إبعاد الموقع العسكري من مكانه عند دوار العنقود، لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن. وشدد على أن مشيخة العقل لم تضع نفسها ضامناً لأي اتفاق، إنما لعبت دور وساطة للتهدئة وحقن الدماء، على إثر حالة التوتر الأخيرة.

وذكرت الشبكة أن النقطة العسكرية ما تزال في موقعها، على جانب الطريق بالقرب من دوار العنقود، وليس واضحاً إن كان سيتم إبعادها باتجاه الغرب، كما أعلنت الفصائل في بيانها، إذ أن المسألة الأكثر وضوحاً في الاتفاق، هو أن هذه النقطة لن تتحول لحاجز تفتيش للمارة.

وشهدت الأيام القليلة الماضية توتراً غير مسبوق، على إثر التحرك العسكري في البدء بتشييد حاجز عند دوار العنقود في مدخل مدينة السويداء، وتطورت الأوضاع لاشتباكات وهجمات من الفصائل المحلية على مواقع ونقاط أمنية.

ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الفصائل المحلية أصرت على إزالة الحاجز الجديد، لمنع أي مكسب للنظام يؤدي إلى محاصرة مدينة السويداء، ودارت اشتباكات مسلحة بين الفصائل المحلية في محافظة السويداء وحواجز قوات النظام، بعد رفض الأخيرة للمهلة التي حددتها الفصائل المحلية لانسحاب عناصر الحاجز الجديد إلى الثكنات العسكرية.

ودوت انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في منطقة حاجز العنقود الذي شيدته قوات النظام اليوم، وسط استنفار كبير في الثكنات العسكرية وحواجز قوات النظام، وحالة من التصعيد تشهدها عموم محافظة السويداء، بعد تحذير المدنيين من الاقتراب من منطقة الحاجز الجديد. كما سمع أصوات رشقات نارية متقطعة قرب دوار الباسل ودوار العنقود في مركز محافظة السويداء.