اتفاق تونسي مصري على التعاون في مواجهة الإرهابيين العائدين

لقاء ثنائي بين الرئيس التونسي ونظيره المصري قبل انطلاق القمة العربية الأوروبية الأولى يركز على تدعيم التعاون الأمني بشأن الجماعات الإرهابية.

القاهرة - وصل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مساء السبت، إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الأوروبية الأولى التي تنعقد في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر لمدة يومين.

والتقى الباجي قائد السبسي بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد،  قبل انعقاد القمة التي يشارك فيها حوالى أربعين رئيس دولة وحكومة عربية وأوروبية بهدف تعزيز التعاون بين دولهم.

واتفق الرئيسان التونسي والمصري على تعزيز التنسيق الأمني وتبادل المعلومات في مواجهة الإرهاب والعائدين من مناطق الصراع.
وقالت للرئاسة المصرية في باين إن الجانبان اتفقا على "ضرورة تدعيم التعاون الأمني وتبادل المعلومات بشأن الجماعات الإرهابية والعائدين من مناطق الصراع، الذين يمثلون تهديدا مشتركا للبلدين والمنطقة بأكملها".
وأشاد السيسي بحضور السبسي القمة، التي "تبحث قرارات مؤثرة على قدر التحديات والأزمات التي تواجه المنطقة".
وأطلع السبسي نظيره المصري على الترتيبات الجارية في تونس لاستضافة القمة العربية، في مارس القادم والتي تسعى تونس إلى أن تكون نتائجها في مستوى التحديات المطروحة وانتظارات الشعوب العربية.

وقالت رئاسة الجمهورية التونسية في باين اليوم الأحد أن "القمة تنعقد في ظروف دقيقة وحساسة" وأشارت إلى أن الرئيس التونسي "يتمنى أن يحقق هذا اللقاء بين القادة العرب ونظرائهم الأوروبيين الهدف المنشود وإحداث نقلة نوعية في التعاون العربي الأوروبي على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات لمواجهة التحديات المشتركة.

وأكد البيان أن "تونس حريصة على المشاركة في هذه القمة تقديرا لعلاقاتها المتميزة مع مصر رئيسا وحكومة وشعبا واعتبارا للدور المحوري لمصر في المنطقة، فضلا عما توليه بلادنا من أهمية استراتيجية بالغة للعلاقات العربية الأوروبية وتطلعها إلى أن تشهد هذه العلاقات مزيدا من التعاون وتوسيع قاعدة التفاهم المشترك خدمة للمصالح المتبادلة للجانبين".

كما أثنى السبسي على مستوى التنسيق والتشاور بين البلدين بخصوص ملف التسوية السياسية في ليبيا في إطار المبادرة الثلاثية لحلّ الأزمة الليبية.

من جهته قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي الذي يحضر أشغال القمة إن "تونس ترفض أن تكون منطقة عبور أو منصة لإيواء المهاجرين غير النظاميين".

وقال الجهيناوي إن سياسة تونس في ما يتعلق بالهجرة واضحة، إذ أنها تحرص على حماية حدودها، ولا تسمح بأي هجرة غير شرعية لأوروبا حماية لأبنائها.

وأضاف الوزير "الحوار متواصل مع مختلف الأطراف كدول وكمجموعة للاتحاد الأوروبي للنظر في مقاربة للهجرة تتماشى مع الجانبين".

ويمثل ملف الهجرة السرية أحد المواضيع الخلافية بين الدول الأوروبية والدول العربية لا سيما المطلة على حوض المتوسط، والتي تنطلق من سواحلها قوارب الهجرة السرية.

وتضغط دول الاتحاد الأوروبي من أجل تسريع عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين على أراضيها إلى دول المنشأ، ومن بينها الدول العربية. وقد نجحت دول مثل ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، في توقيع اتفاقات منفردة مع دول من شمال أفريقيا مقابل حوافز اقتصادية ومالية.

وسيشارك السيسي في رئاسة القمة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

ومن المقرر أن تعقد جلسة موسعة أولى بعد ظهر اليوم الأحد يعقبها عشاء رسميا. فيما سيتم التركيز خلال اليوم الثاني للقمة الاثنين، بشكل أكبر على الملفات الإقليمية ومن بينها اليمن وليبيا وسوريا والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الدولية خالد الهباس إن الجامعة تنتظر من هذه القمة "بداية جديدة".

من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي غربي إن هذه القمة "تعتبر نجاحا لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود إلى مقدمة الساحة الدبلوماسية".