اتفاق طالبان وواشنطن يتقلب بين التطمينات والخروقات

رسائل طالبان المطمئنة تأتي في أعقاب هجمات عنيفة تبنتها الحركة منذ إمضاء اتفاق السلام بالدوحة في خرق لتعهداتها مع واشنطن وكابول، حيث سقط عشرات القتلى من عناصر الجيش الأفغاني.
واشنطن تؤكد سحب 8600 جندي من أفغانستان التزاما باتفاق الدوحة

كابول - طمأنت حركة طالبان الجمعة واشنطن مرة أخرى بأنها "مصممة على الالتزام بالوعود" الواردة في اتفاق الدوحة الثنائي، في حين أكدت الولايات المتحدة رسميا خفض عديد قواتها في أفغانستان إلى المستوى الوارد في النصّ، أي 8600 عنصر، فيما يتقلب الاتفاق بين الطرفين بين التطمينات والخروقات.

يأتي هذا في أعقاب هجمات عنيفة تبنتها حركة طلبان منذ عقد اتفاق الدوحة، حيث سقط عشرات القتلى في هجمات متفرقة في أفغانستان، بما يناقض تعهدات طالبان مع واشنطن ويفاقم التوتر بين الحركة وكابول.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، "نؤكد مرة أخرى أننا مصممون على الالتزام بجميع الوعود الواردة في اتفاق الدوحة، خاصة مخاوف الولايات المتحدة والغرب حول التهديد الذي تمثله أفغانستان بالنسبة لهم".

وتابع مجيبا على تعليقات صدرت من واشنطن "لن يستعمل بلدنا ضدّ أحد. لا يجب عليهم القلق حيال ذلك".

وينصّ اتفاق الدوحة الموقع في 29 فبراير/شباط على سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول ربيع 2021، مقابل تقديم طالبان ضمانات أمنية. من بين أبرز الضمانات التزام المتمردين بعدم احتضان جماعات متطرفة تسعى لشن عمليات خارجية.

من جهته قال قائد القيادة العسكرية المركزية للجيش الأميركي في المنطقة الجنرال كينيث ماكينزي الخميس، "احترمنا الجزء الخاص بنا من الاتفاق"، وأضاف "اتفقنا على إبقاء نحو 8500 (عنصر) في غضون 135 يوما. وصلنا اليوم إلى هذا المستوى".

والتزمت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق بخفض عديد قواتها من 12 ألفا إلى 8600 بحلول منتصف يوليو/تموز.

وقال مسؤول كبير من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نهاية مايو/أيار إن سحب القوات "تم تسريعه بسبب الاحتياطات المتخذة بخصوص كوفيد-19" وأنه لا يوجد سوى 7500 عنصر عسكري أميركي في أفغانستان.

وصرّح قائد القيادة العسكرية المركزية خلال مؤتمر عبر الانترنت لمعهد أسبن أن الانسحاب الكليّ من البلاد يمثل "مطمحا" أميركيا يبقى مرتبطا بالوضع الميداني.

وأضاف "يمكننا القيام بذلك. لكن شددنا منذ البداية على ضرورة تلبية شروط حتى نقتنع بأنه لن يشن أي هجوم على بلدنا انطلاقا من أفغانستان". وتابع أنه يجب على طالبان خاصة إثبات قدرتها على مكافحة شبكة تنظيم القاعدة.

وأشار في هذا الصدد "نعرف بالفعل أنهم ليسوا أصدقاء مع تنظيم الدولة الإسلامية ويجب أن نعرف الآن ماذا سيفعلون مع القاعدة. نريد أفعالا، لا أقوالا".

يعني ذلك أنه لم تتم تلبية جميع شروط الانسحاب الأميركي الكامل، لذلك "تبقى المسألة مفتوحة".

ولا يخفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يخوض حملة انتخابية للفوز بولاية ثانية، رغبته الإسراع في سحب الجيش الأميركي من أفغانستان، وقالت وسائل إعلام أميركية إن البنتاغون جهّز، من بين خيارات أخرى، لانسحاب كامل محتمل بحلول نهاية العام أي بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية الأميركية.