اتفاق لإدارة مياه تعز يُحيي الآمال في تفاهمات تنهي الأزمة اليمنية
صنعاء - أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة توصل الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي، المدعومة من إيران، إلى اتفاق هو الأول بينهما منذ نحو عشر سنوات لإدارة إمدادات المياه في مدينة تعز التي تعاني شحا حادا وسط البلاد، في خطوة تفتح الباب واسعا لإعادة بناء الثقة واستكشاف مجالات أخرى للتهدئة، وربما تمهيد الطريق لمفاوضات سلام أوسع.
ويشهد اليمن أزمة مياه، حيث تشير تقديرات إلى أن نحو نصف السكان لا يحصلون على احتياجاتهم المائية الكافية والمقبولة للاستخدامات الشخصية والمنزلية، فيما يعكس هذا الاتفاق وعيا بخطورة المعضلة وتأثيرها على جميع اليمنيين كما أنه يعبر عن اعتراف ضمني بضرورة تضافر الجهود لحل المشاكل التي لا تعرف خطوط تماس.
وأوضح بيان لفريق الأمم المتحدة في اليمن أن الاتفاق الفني جرى بين المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في تعز، الخاضعة للحكومة، ونظيرتها في الحوبان التي تخضع لسيطرة المتمردين.
وأكد أن "هذا الاتفاق يعد خطوة هامة نحو استعادة الخدمات الأساسية في واحدة من أكثر المحافظات اليمنية معاناة من شح المياه، الأمر الذي سيخفف متاعب مئات الآلاف من السكان".
وتابع أن هذه الخطوة "ستساهم في إعادة ربط شبكات المياه والصرف الصحي التي تعطلت منذ قرابة عشر سنوات بسبب النزاع والانقسام المؤسسي في المحافظة"، مبينا أن هذا التفاهم يأتي ثمرة جهود متواصلة بذلتها منظمات دولية وجهات مانحة، قدمت دعماً فنيا وماليا وسهلت الحوار والتنسيق على مدى السنوات الماضية.
وأشار إلى أن صندوق اليمن الإنساني التابع للأمم المتحدة سيستثمر مليوني دولار لربط نحو 90 ألف شخص بشبكات المياه، دعماً للانتقال من الاحتياج الإنساني إلى مسار التنمية المستدامة.
وأشاد الفريق بجهود السلطات المحلية للمياه في تعز، داعيا المانحين والشركاء إلى تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية للمياه لضمان وصول أكثر من 600 ألف شخص إلى مياه آمنة ونظم صرف صحي موثوقة.
ويدل الاتفاق على إمكانية إحراز تقدم حتى في أصعب الظروف، كما يبرز أهمية وضع احتياجات السكان فوق الاعتبارات السياسية، ويفتح الباب أمام آمال متجددة لتسوية الأزمة اليمنية.
وضمن تداعيات الصراع المستمر، تشهد مدينة تعز أسوأ أزمة مياه في تاريخها جراء الوضع المعقد لبعض الأحواض المائية فيها، إذ تقع في مناطق تخضع لسيطرة جماعة الحوثي، أو في محيط مناطق التماس القريبة من خطوط المواجهة العسكرية.
وبسبب هذا الوضع، تضاعفت أسعار المياه وتعقّدت جهود تشغيل هذه الأحواض وصيانتها، مع صعوبة وصول الفرق الفنية والمواطنين إليها، ما أدى إلى احتجاجات شعبية طالبت بحلول عاجلة.
وتقول السلطات الحكومية إن بعض الأحواض المغذية للمدينة تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي، ومن شأن هذا الاتفاق أن يخفف الأزمة. ويشهد اليمن منذ أبريل/نيسان 2022، تهدئة لحرب بدأت قبل أكثر من 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.