اتفاق معبر راس اجدير الليبي يطفئ فتيل الصدام العسكري

المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا يعلن تشكيل قوة مشتركة محذرا من أن تدخل أي قوة ليست ضمن الاتفاق ستكون نتائجه سلبية.

طرابلس - شدد معاون رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة في ليبيا صلاح الدين النمروش على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس اجدير الحدودي مع تونس بكل سلاسة، بعد توصل الأطراف الليبية المتصارعة على المعبر، إلى اتفاق يقضي بتشكيل قوة مشتركة بين مكونات مدينة زوارة ورئاسة الأركان بالمنطقة الغربية، تتولى فرض الأمن بمعبر رأس جدير وحماية السلم الاجتماعي.

وقام النمروش بجولة تفقدية الخميس بالمعبر للوقوف على مدى تقيّد الوحدات العسكرية المتمركزة فيه بالتعليمات الصادرة لتأمينه، كما اجتمع مع رئيس الغرفة العسكرية المشكّلة لمتابعة تأمين المنفذ وآمري الكتائب، للاستماع للصعوبات والعراقيل كافة للعمل على حلها، حسب بيان رئاسة الأركان على صفحتها في موقع فيسبوك.

ووجه النمروش بضرورة توفير المتطلبات اللازمة لتسليم المعبر للجهات ذات الاختصاص من الأجهزة الأمنية، ومساندتها لإيقاف التهريب والفوضى من الأطراف الخارجة عن القانون.

وشهد معبر رأس اجدير الحدودي بين ليبيا وتونس توترًا أمنيًا تسبب في إغلاقه الأسبوع الماضي، ما دفع وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة عماد الطرابلسي إلى سحب الأعضاء العاملين في مديرية الأمن ومركز الشرطة ومصلحة الجوازات والجنسية من منفذ رأس اجدير، وذلك "حفاظا على الأرواح والممتلكات".

وكادت أزمة المعبر أن تتسبب بمواجهات مسلحة بين قوات تابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة وميليشيات أمازيغية بعد سيطرة مسلحين أمازيغ عليه وطردهم قوة حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية.

وأكد المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا أنه “إذا اندلعت الحرب في مدينة زوارة، فإن كل المدن الأمازيغية ستحارب وبكل قوتها”، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل مبدأ المصير المشترك. وقال إنه في حال عدم التنسيق لدخول أي قوة إلى منفذ رأس جدير “ستكون الحرب هي النتيجة”.

ونجح الاتفاق بين الأطراف المتصارعة للسيطرة في تهدئة التوتر، وقال الهادي برقيق رئيس المجلس الأعلى للأمازيغ إنّه جرى الاتفاق مع الفريق محمد الحداد رئيس الأركان العامة للجيش في طرابلس على دخول قوة عسكرية مشتركة إلى منفذ راس أجدير.

وأضاف برقيق، في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الغرفة العسكرية زوارة اتفقت مع الحداد على دخول القوة المشتركة، لتأمين منفذ راس أجدير في ظل التوترات الحاصلة. وأوضح أنّه سيجري تشكيل قوة مشتركة وأن أي تدخل من أي قوة ليست ضمن الاتفاق ستكون نتائجه سلبية.

وأصدرت رئاسة الأركان تعليمات إلى هيئة العمليات بتجهيز وحدات عسكرية من بعض الألوية والكتائب التابعة لرئاسة الأركان، وإعطائهم التعليمات الفورية بالاتجاه إلى معبر رأس اجدير والمناطق المجاورة لتأمينها، وعودة الاستقرار لها وتسليم المعبر إلى جهات الاختصاص.

والأربعاء الماضي، وصلت عناصر القوة العسكرية المشتركة إلى رأس اجدير، للمشاركة في بسط الأمن بالمنطقة الحدودية مع تونس، وتضم عناصر من "اللواء 555 مشاة"، و"الكتيبة 166"، و"اللواء 444 قتال" وغيرها من مكونات القوة العسكرية المشكلة بقرار من رئاسة الأركان العامة، بالإضافة إلى قوة شرطية من وزارة الداخلية، بحسب بيان للوزارة.

وثمّن برقيق دور القيادات العسكرية الوطنية، التي قطعت الطريق أمام من يحاول زرع الفتنة وإشعال فتيل الحرب.

وكان قد هاجم في تصريح سابق، الطرابلسي واتهمه بتمزيق النسيج الاجتماعي في ليبيا. وقال “إن الطرابلسي وزير مكلف ولا يملك صلاحيات مطلقة، وأن الحكومة التي يتبعها ماهي إلا حكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة”. وذلك على خلفية تصريحات الطرابلسي بشأن الاشتباكات التي حصلت داخل راس أجدير.

ثم أعلن الطرابلسي في وقت لاحق تشكيل غرفة مشتركة بالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة ومكتب النائب العام، تتولى بسط الأمن والنظام في المنطقة الحدودية مع تونس.

وفي تصريحات تلفزيونية قال الفريق النمروش، إن تشكيل القوة العسكرية المشتركة هدفه بسط الأمن في معبر راس أجدير الحدودي مع تونس. وأضاف أن القوة لا تحمل أي تجاذبات سياسية أو قبلية، وإنما شُكلت لإطفاء أي فتيل يهدد السلم الاجتماعي.

وتابع “إن ما يجري تداوله عن التحشيد العسكري لفرض قوة بعينها بقوة السلاح، أمر عار عن الصحة”، داعيًا جميع المناطق والبلديات للابتعاد عن الجهوية والقبلية، ودعم القوة العسكرية المشتركة.