اتفاق واعد بين فرنسا والسعودية في المجال العسكري

الاتفاق يتمثل في خطة تنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات العسكرية والأبحاث والتطوير في خضم تدهور الأوضاع الإقليمية بسبب حرب غزة.

الرياض - وقعت كل من السعودية وفرنسا "خطة تنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات العسكرية والأبحاث والتطوير" وفق ما قال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في منشور على موقع إكس اليوم الأربعاء فيما يأتي هذا الإعلان في خضم توتر إقليمي بسبب تداعيات حرب غزة .
وأضاف الوزير أنه ونظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو استعرضا العلاقات الاستراتيجية والتعاون ورؤيتهما المشتركة للأمن والاستقرار الإقليميين.

وقالت "واس" الرسمية إن وزير الدفاع السعودي ووزير القوات المسلحة الفرنسية شهدا عقب جلسة المباحثات توقيع مشروع خطة تنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات العسكرية والأبحاث والتطوير بين وزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية ووزارة القوات المسلحة في الجمهورية الفرنسية.
وكان وزير الجيوش الفرنسي زار من 6 إلى 11 سبتمبر/أيلول الشرق الأوسط حيث التقى بمسؤولين في السعودية والإمارات والكويت بهدف تعزيز التعاون العسكري.
ووقعت الرياض الكثير من الاتفاقيات العسكرية مع باريس فيما أجرت محادثات في شهر أكتوبر/تشرين الأول لشراء مقاتلات من طراز "رافال" حيث أكدت صحيفة "لاتريبيون ديمانش" الفرنسية أن المملكة العربية السعودية تواصلت مع شركة داسو للحصول على عرض أسعار لشراء 54 طائرة رافال.
وتبحث باريس عن تعزيز العلاقات العسكرية مع الرياض بعد ان عولت المملكة على الأسلحة والتقنيات الأميركية والبريطانية فمن المتوقع أن يحقق دخول باريس السوق السعودية أرباحا طائلة للفرنسيين.
وتزايدت مؤخرا الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين السعوديين والفرنسيين بشكل ملحوظ.
ويتركز التعاون العسكري مع باريس يتركز في مجالات التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة، حيث تربط البلدان اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع.
ترتبط باريس والرياض بمجموعة من الاتفاقيات في المجال العسكري، من ضمنها مشروع مشترك مع إيرباص في مجال الطيران العسكري، إضافة إلى مشروع مشترك مع مجموعة فيجياك أيرو الفرنسية، والشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية (دُسر)، وتأسيس شركة "سامي فيجياك أيرو للتصنيع ذ.م.م." بهدف بناء منشأة تصنيع عالي الدقة في السعودية لإنتاج مكونات هياكل الطائرات.
ويسعى المشروع المشترك إلى تطوير قدرات المملكة في صناعة هياكل الطائرات، بالإضافة إلى تدريب المهندسين والفنيين السعوديين للعمل كجزءٍ من هذا المشروع، وأيضاً تعزيز توطين صناعات الطيران العسكرية والمدنية في السعودية تماشياً مع رؤية المملكة 2030. وتركز المنتجات الأولية على تصنيع وتجهيز السبائك الخفيفة (الألمنيوم) والمعدن الصلب (التيتانيوم) لأجزاء الطائرات.
ولا يمكن فصل المباحثات الفرنسية السعودية الجارية عن التطورات الإقليمية الناتجة عن الحرب في قطاع غزة وخاصة تهديد الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين الذين هددوا السفن من مغية التوجه الى إسرائيل.
وتمكن الحوثيون من استهداف وخطف عدد من السفن والناقلات في مضيق المندب لكن القوات البحرية الفرنسية تمكنت من احباط هجمات بالمسيرات والصواريخ البالستية في البحر الأحمر.