اتهامات أممية لاطراف النزاع السوري باستغلال أزمة كورونا

باشليه يتهم مقاتلين بينهم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية باستغلال تفشي الفيروس المستجد لشن هجمات على المدنيين.

دمشق - اتهمت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشال باشليه الجمعة مقاتلين في سوريا بينهم تنظيم الدولة الإسلامية باستغلال وباء فيروس كورونا المستجد لشن هجمات على المدنيين.
وقالت باشليه في بيان إن "أطرافا عديدة مشاركة في النزاع في سوريا بما في ذلك الدولة الإسلامية، تستغل على ما يبدو تركيز اهتمام العالم على وباء كوفيد-19 لتعيد تجمعها وممارسة أعمال عنف ضد السكان"، معتبرة ذلك "قنبلة موقوتة لا يمكن تجاهلها".
والخميس قتل 11 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها في هجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في البادية السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن عناصر من التنظيم المتطرف "هاجموا آليات تابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة الواصلة بين السخنة (ريف حمص الشرقي في وسط سوريا) والشولا" في ريف دير الزور الجنوبي (شرق).
ورغم تجريده من مناطق سيطرته في شرق سوريا قبل عام، لا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة والتي تمتد من ريف حمص الشرقي وصولا إلى الحدود العراقية.
وفي التاسع من أبريل/نيسان، قتل 27 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له خلال اشتباكات مع التنظيم الذي شنّ هجوما مباغتا على نقاط عسكرية في بادية مدينة السخنة. وتزامنت المواجهات مع ضربات جوية نفذتها طائرات روسية على محاور القتال.
ويشن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بين الحين والآخر هجمات على مواقع قوات النظام في المنطقة، تستهدف أحيانا منشآت للنفط والغاز.
ويؤكد محللون وخبراء عسكريون أن القضاء على دولة "الخلافة" المزعومة لا يعني أن خطر التنظيم زال في ظل قدرته على تحريك عناصر متوارية عن الأنظار في المناطق التي طرد منها وانطلاقا من البادية السورية بشكل أساسي.
وغالبا ما ينفّذ هؤلاء عمليات خطف ووضع عبوات واغتيالات وهجمات انتحارية تطال أهدافا مدنية وعسكرية في آن وتستهدف بشكل شبه يومي عناصر قوات سوريا الديمقراطية في شرق دير الزور.

وأبدى الموفد الأميركي الخاص المكلّف الملف السوري جيمس جيفري تفاؤلا حذرا الخميس بشأن إمكانية التعاون مجددا مع روسيا لوضع حد للحرب في سوريا، مشيرا إلى أن موسكو قد تكون ضاقت ذرعا بالرئيس بشار الأسد.
وقال جيفري "قد تكون روسيا مستعدة بشكل أكبر الآن رأينا بعض المؤشرات في الإعلام الروسي وفي تصرّفات روسية معيّنة لتكون أكثر مرونة بشأن اللجنة الدستورية".

اميركا متفائلة بامكانية التعاون مع روسيا لانهاء الحرب في سوريا
اميركا متفائلة بامكانية التعاون مع روسيا لانهاء الحرب في سوريا

وأضاف للصحافيين "قد يكونون على استعداد مجددا للتباحث معنا بشأن طريقة تحل (المسألة) بدون انتصار عسكري، لأنه من الواضح جدا في هذه المرحلة بالنسبة لروسيا أنهم لن يحققوا انتصارا عسكرية بكل تأكيد ليس في أي وقت قريب".
وتدعم روسيا إلى جانب إيران، الأسد بينما نشرت موسكو قوات في سوريا عام 2015 لدعم حملته للقضاء على فصائل المعارضة من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى.
وشارك جيفري عام 2019 في محادثات عقدت بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الروسي حيث بحث الطرفان سبل التعاون لتحقيق تقدّم في الملف السوري.
لكن عمل لجنة مراجعة الدستور السوري، وهي عملية تدعمها الأمم المتحدة، لم يحقق الكثير من التقدم مذاك باتّجاه وضع حد للنزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص منذ العام 2011.
وأطلقت قوات النظام السوري هجوما داميا لاستعادة إدلب، آخر معقل لفصائل المعارضة، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رعته روسيا وتركيا.
وأشار جيفري إلى منشورات ابن خال الأسد رجل الأعمال السوري النافذ رامي مخلوف على فيسبوك.
واتّهم مخلوف "الأجهزة الأمنية" باعتقال موظفي شركاته وبالضغط عليه للتخلي عنها بعد يومين من مناشدته في شريط فيديو نادر الأسد التدخل لإنقاذ شركة "سيرياتل" للاتصالات التي يملكها.
وقال جيفري إن المنشورات "تكشف عن الغسيل القذر في أحد أسوأ أنظمة القرن الـ21".
وأضاف "نأمل بأن تكون مؤشرا على مزيد من الاختلال والتفكك في نظام الشر هذا".