اتهامات إسرائيلية لمصر بخرق اتفاق السلام

مسؤول أمني إسرائيلي يؤكد أن الدولة العبرية طالبت كلا من القاهرة وواشنطن بتفكيك البنية العسكرية المصرية في سيناء.

القدس - هاجم مسؤول أمني إسرائيلي، الاثنين، مصر قائلا أنها "تنتهك" اتفاقية السلام مع إسرائيل وتعزز قدراتها العسكرية في شبه جزيرة سيناء في تصريحات تكشف حجم المخاوف الإسرائيلية من التواجد العسكري المكثف في سيناء.
وقال المسؤول الأمني لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية ان بلاده طالبت كلا من مصر والولايات المتحدة، بتفكيك البنية العسكرية المصرية في سيناء بدعوى أنها تشكل "انتهاكا واضحا لاتفاقية السلام مع تل أبيب".
وفي 26 مارس/آذار 1979، وقعت مصر وإسرائيل في واشنطن معاهدة سلام بين البلدين، في أعقاب اتفاقية "كامب ديفيد" بين الجانبين عام 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب، وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.
وأوضح المسؤول أن "ملف تفكيك البنية التحتية العسكرية المصرية في سيناء يشكل أولوية قصوى لوزير الدفاع يسرائيل كاتس" مشددا على أن "ما تقوم به مصر من تدشين بنية تحتية عسكرية في سيناء يشكل انتهاكا كبيرا للملحق الأمني بين البلدين (مصر وإسرائيل)".

إسرائيل لن تقبل بهذا الوضع

وأشار إلى أن "إسرائيل مهتمة بالحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر، ولا تنوي تغيير انتشارها العسكري على طول الحدود مع مصر، لكن إسرائيل لن تقبل بهذا الوضع"، على حد قوله.
ولأكثر من مرة زعم إعلام إسرائيلي رصد خروقات مصرية لاتفاقية السلام، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في 3 مارس/اذار الماضي الماضي، إن تل أبيب لن تسمح لمصر بـ"انتهاك معاهدة السلام"، دون صدور رد مصري على ذلك.
وقد تكون هذه المواقف بمثابة تحذير إسرائيلي لمصر من أي تحرك قد يعكر صفو التوازن العسكري والأمني في المنطقة، خصوصًا مع وجود دعم إقليمي واسع لحقوق الفلسطينيين.
ورغم التصعيد الإعلامي الإسرائيلي، يبدو أن الرد المصري كان حازمًا، إذ أكدت السلطات المصرية في أكثر من مناسبة أن مصر لا تتراجع عن مواقفها الثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين.
وكشف تقرير لموقع "باهول" الإخباري الإسرائيلي إن مصر باتت جبهة قوية تهدد إسرائيل حيث يمكنها نقل 500 دبابة في ليلة واحدة عبر قناة السويس.
وعبر البروفيسور عوزي رابي وهو من كبار الباحثين بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب للموقع عن مخاوفه من قدرات الجيش المصري الذي بات من اقوى وأحدث الجيوش في منطقة الشرق الأوسط.
وأبدى مخاوف كبيرة من الحشد العسكري المصري في سيناء قائلا "إن توسع البنية التحتية في سيناء، بما في ذلك المطارات والمخابئ ومستودعات الاتصالات والأنفاق، هي حقائق لا جدال فيها، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، بات من الواضح أن الضعف قد يؤدي إلى التراجع".
وشدد على ان الجيش المصري بات ينظر اليه في الداخل الإسرائيلي بانه اكبر تهديد رغم اتفاقية كامب دايفد للسلام.