اتهامات للجيش السوداني بارتكاب انتهاكات واسعة في مدينة بحري

مصادر محلية سودانية تتحدث عن قيام عناصر من الجيش السوداني باعدام عدد من المدنيين في أحياء حلفاية.
مسلحون حملوا معهم قوائم اسمية للمطلوبين قبل تنفيذ الاعدامات بحسب المصادر
استمرار القتال في الخرطوم لليوم السادس على التوالي

الخرطوم - تحدثت مصادر في السودان عن تورط الجيش في مجزرة مروعة في مدينة بحري حيث قامت عناصره بإعدامات ميدانية في أحياء حلفاية فيما يمثل ذلك دليلا واضحا على الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين بعد التحذيرات الدولية لطرفي النزاع منن ارتكاب جرائم حرب.
ووفق ما أكدته العديد من المواقع الإخبارية من بينها صحيفة الراكوبة فان عددا من عناصر القوات المسلحة السودانية أعدمت 120 شخصا بالرصاص بعد تجميعهم في ميادين عامة.
وكشفت الصحيفة عن تفاصيل المجزرة مشيرة إلى أن "مسلحين معهم قائمة أسماء تجولوا في المنطقة ومن ثم بدأ إلقاء القبض على بعض الناس، وتجميعهم في ميادين عامة" مشددة على انه تم "إطلاق وابل من الرصاص على بعضهم بشكل علني أمام المواطنين والأهالي، فيما تم تصفية البعض الاخر داخل منازلهم" في مشهد وصف بأنه دموي.
ويواجه طرفا الحرب في السودان اتهمات دولية بارتكاب انتهاكات واسعة في عدة مدن، لكن اعتداء الجيش السوداني على مقر البعثة الدبلوماسية الاماراتية في الخرطوم سلط الضوء إلى اي مدى يمكن أن تذهب قوات قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان في انتهاك الاعراف والمواثيق الدولية، اذ مثل ذلك جزء من صورة لما ترتكبه من جرائم بحق المدنيين وبحق البعثات الدبلوماسية.
وقد نددت العديد من الدول المؤثرة في المشهد السوداني مثل المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا بالهجوم الذي شنه الجيش السوداني على مقر السفير الاماراتي بالخرطوم بعد أشهر من التحريض.
وميدانيا تتوصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي في العاصمة الخرطوم.
وكشفت مواقع إخبارية سودانية عن اشتباكات في محيط سلاح الإشارة في مدينة بحري، ومنطقة المقرن الاستراتيجية قرب جسري السلاح الطبي والفتيحاب، إلى جانب منطقة السوق العربي بمركز العاصمة". كما شملت الاشتباكات "أحياء الصحافة وجبرة في محيط سلاح المدرعات التابع للجيش جنوبي الخرطوم".

واشنطن تعرب عن ارتياحها لتحسن إيصال المساعدات الإنسانية رغم تصاعد القتال
واشنطن تعرب عن ارتياحها لتحسن إيصال المساعدات الإنسانية رغم تصاعد القتال

وفي خضم هذا التصعيد أعرب المبعوث الأميركي الى السودان توم بيرييلو الاثنين عن ارتياحه للتحسن الملحوظ في إيصال المساعدات إلى السودان حيث تسببت الحرب المستمرة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث لكن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول إقليمية لا تزال تعبر عن مخاوفها من تداعيات الحرب على المدنيين وعلى الاستقرار الإقليمي.
وقال بيرييلو أمام الصحافيين في العاصمة الكينية نيروبي "نحن مرتاحون الى التحسن الكبير وإن كان تدريجيا في إيصال المساعدات الإنسانية" موضحا أن "عدة مئات من الشاحنات عبرت من مناطق كانت مغلقة في السابق".
وانزلق السودان إلى حرب مدمرة في منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف ب"حميدتي".
واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمدا ومنع المساعدات الإنسانية خاصة القادمة من دول مثل التشاد وأثيوبيا.
ويواجه نحو 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، وأُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور.
وأوقعت الحرب التي تم التطرق إليها الأسبوع الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عشرات آلاف القتلى وأرغمت أكثر من عشرة ملايين شخص، أي خمس السكان، على اللجوء إلى دول مجاورة.
وأكد بيرييلو أن "الوضع خطير للغاية، ويبدو أن أولئك الذين هم في أفضل وضع لوقفه، يرغبون، على العكس من ذلك، في تسريعه".
وفشلت عدة جولات من المفاوضات الرامية الى إنهاء الحرب. ولم يتم الالتزام بالهدنة التي تم التوصل إليها في بداية النزاع برعاية الولايات المتحدة والسعودية.
وشدد بيرييلو على ضرورة التزام وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وإن استمرت الحرب، مستنكرا "الإفتقار إلى الإرادة الكافية" لدى الطرفين المتحاربين.
وبدأت الولايات المتّحدة في 14 آب/أغسطس مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف لإطلاق النار، حضرها ممثلون لقوات الدعم السريع، بينما غاب عنها الجيش الذي اعترض على صيغة المفاوضات.
وانتهت المحادثات بعد حوالي عشرة أيام من دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما ضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.