اجتماعات جديدة في سوتشي لكسر جمود مفاوضات السلام السورية

عقد اجتماعات 'أستانا-15' بمشاركة وفود من روسيا وتركيا وإيران ووفدي النظام والمعارضة وممثل الأمم المتحدة يأتي بعد فشل مفاوضات اللجنة الدستورية وهو ما عمق الانقسامات بين أطراف الصراع في سوريا.

سوتشي (روسيا) - انطلقت في مدينة سوتشي الروسية الثلاثاء، اجتماعات "أستانا-15" حول الأزمة السورية بمشاركة وفود من تركيا وروسيا وإيران الدول الضامنة لاتفاق أستانا ووفدي النظام والمعارضة السوريين.

وبعد انقطاع لأكثر من عام عادت عجلة اجتماعات سوتشي، بانطلاق اجتماعات ثنائية بين الوفود المشاركة، على أن تتواصل الأربعاء بالجلسة الرئيسية الختامية لإعلان البيان الختامي.

وتأتي الاجتماعات بعد أسابيع قليلة من فشل مجلس الأمن الدولي في دفع طرفي أطراف الصراع في سوريا الاتّفاق على بيان مشترك بشأن اللجنة الدستورية السورية بعد مفاوضات شاقة ورفض النظام الدخول في مناقشة المضامين الدستورية، وهو ما يعمق الانقسامات ويشق جهود إحياء العملية السياسية المتوقفة في البلد الغارق في حرب دامية منذ 2011 تسببت في مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.

وحسب الجدول المعلن من وزارة الخارجية الروسية فإن الاجتماعات المغلقة اليوم ستتواصل بشكل ثنائي بين الوفود المشاركة.

ثم ينعقد اجتماع ثلاثي مساء الثلاثاء لوفود الدول الثلاث (روسيا، تركيا وإيران) ، يعقبه تصريح صحفي للمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.

كما تتواصل الاجتماعات الأربعاء على أن تعقد الجلسة الرئيسية المعلنة والختامية ظهرا، يعقبها عقد مؤتمرات صحفية لكل الوفود المشاركة.

وسبق أن أفاد المتحدث باسم وفد المعارضة العسكرية السورية أيمن العاسمي بأنه من المنتظر أن تجري الوفود مناقشات حول المسائل السياسية والعسكرية المتعلقة بسوريا.

وأشار العاسمي إلى أن أبرز الملفات المطروحة "تحويل إدلب لمنطقة وقف إطلاق نار شامل، وقضية اللجنة الدستورية، وتجاوزات الإرهابيين شرق الفرات".

ويترأس أحمد طعمة وفد المعارضة، فيما أعلنت وكالة 'سانا' التابعة للنظام السوري أن وفدها يرأسه أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين.

ويترأس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف والوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية علي أصغر خاجي وعادة ما يكون نائب وزير الخارجية سادات أونال على رأس الوفد التركي.

وقال لافرنتييف في تصريحات صحفية إن "وفود الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وإيران والمعارضة السورية والنظام وصلت سوتشي للمشاركة في الاجتماع".

وأشار إلى أن "الدول الضامنة (روسيا، تركيا وإيران) تعتزم اللقاء مع بعضها البعض، ومنح دفعة قوية لعملية التسوية السورية".

وأضاف أن "الولايات المتحدة رفضت المشاركة بصفة مراقب خلال الاجتماع الحالي في سوتشي"، لافتا إلى أنه "يجب بذل كل الجهود لمنع موجة عنف جديدة تؤجج النزاع المسلح في سوريا، كما ترغب روسيا في بحث توفير جو بناء لعمل اللجنة الدستورية، وسيتم بحث موضوع اللاجئين السوريين خلال الاجتماعات"، حسب إعلام روسي.

ويشارك في الاجتماعات المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، فيما يحضر مندوبون من العراق، ولبنان، والأردن، وكازاخستان، بصفة مراقب.

وتكتسب هذه الاجتماعات أهمية كبيرة لمسار العملية السياسية حول سوريا، بعد فشل الجولة الخامسة لاجتماعات اللجنة الدستورية التي عقدت في جنيف قبل أقل من شهر؛ بسبب موقف النظام الرافض للدخول بمناقشة المضامين الدستورية.

وكانت الدول الضامنة قد توصلت من قبل في لقاءات سابقة بالعاصمة الكازاخستانية أستانا وباعتبارها أطراف في متدخلة عسكريا في الحرب السورية، لاتفاق خفض التصعيد في إدلب وأقرت بموجبها إنشاء نقاط مراقبة مشتركة بين روسيا وتركيا وشكلت حينها اختراقا مهما لجدار الأزمة، لكنها اتفاقيات هشة تخللتها انتهاكات من حين إلى آخر.