اجتماع ثلاثي لا يغير في الوضع السوري من شيء

رؤساء روسيا وايران وتركيا يعقدون الأربعاء اجتماعا عبر الفيديو يفترض ان يخصص لبحث الوضع في سوريا، إلا أن الخلاف والتنافس بين أنقرة وموسكو في الساحة الليبية قد يهيمن على نقاشات بوتين واردوغان.
نقاط خلافية عالقة بين موسكو وأنقرة حول الملفين السوري والليبي
الاجتماع الثلاثي الافتراضي أقرب لرفع العتب منه لحلحلة الأزمة السورية
التوتر بين أردوغان وبوتين حاضر بقوة في كل اجتماع أزمة

موسكو - يعقد رؤساء كل من روسيا وإيران وتركيا فلاديمير بوتين وحسن روحاني ورجب طيب اردوغان غدا الأربعاء مؤتمرا عبر الفيديو لبحث تطورات الوضع السوري، وفق ما أعلن الكرملين الثلاثاء.

ويرجح أن لا يخرج الرؤساء الثلاث بأي نتيجة تذكر خلال الاجتماع المرتقب في ظل خلافات ممتدة خاصة بين روسيا وتركيا حول أكثر من ملف.

ويعتقد أيضا أن الاجتماع بروتوكولي وأقرب لرفع العتب بين الدول الثلاث منه لحلحلة الأزمة في سوريا. وقد يهيمن على النقاش بين بوتين وأردوغان الخلافات حول ليبيا أكثر من تلك المتعلقة بسوريا.

وروسيا وإيران هما الداعمان الرئيسيان من الخارج لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في سوريا، في حين تدعم تركيا قوات المعارضة.

واتفقت موسكو وأنقرة من خلال عملية دبلوماسية يرجع تاريخها إلى عام 2017 على العمل على خفض التصعيد في القتال بين الجانبين.

وقال الكرملين إنه من المقرر لمحادثات الأربعاء بين بوتين وروحاني وأردوغان أن تعقد عند حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت غرينتش.

وبعد أن أدى التصعيد في أعمال العنف إلى تهجير نحو مليون سوري، اتفقت تركيا وروسيا في مارس/آذار على وقف الأعمال العدائية في منطقة إدلب شمال غرب سوريا. وقصفت طائرات حربية هذا الشهر قرى في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة.

وكانت روسيا وتركيا قد أرجأتا قبل أسبوعين محادثات ثنائية على المستوى الوزاري كان ينتظر أن تركز على الوضع في كل من سوريا وليبيا، وهي الدولة الأخرى التي تدعم كل منهما فيها طرفا ضد الآخر.

وتحولت الساحة الليبية إلى ساحة تنافس ونزاع بين أنقرة وموسكو على النفوذ والتمدد، وسط مخاوف دولية من اتساع نطاق الصراع وخروجه عن نطاقه المحلي إلى الفضاء الاقليمي، حيث لوح الرئيس المصري بالتدخل العسكري المباشر في حال واصلت قوات حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا التقدم إلى الجفرة وسرت.

وتأتي المباحثات الثلاثية حول التطورات السورية، بينما قالت وزارة الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء إن الدوحة تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسوريا بقيمة 100 مليون دولار.

وأضافت الوزارة القطرية على تويتر أن إجمالي المساعدات لسوريا بلغ ملياري دولار. وكانت الحكومة السورية قد اتهمت قطر بتمويل ودعم الجماعات المتطرفة وتأجيج لصراع في المنطقة.

وجاء التعهد الجديد في مؤتمر للأمم المتحدة في بروكسل عبر الانترنت حيث تسعى المنظمة الدولية لجمع ما يقرب من 10 مليارات دولار مساعدات لسوريا.

وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 2.3 مليار يورو إلى سوريا خلال الفترة مابين 2020 - 2021.

وجاء ذلك على لسان الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل خلال "مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة" الذي يعقد بالتعاون بين الاتحاد والأمم المتحدة.

وأشار بوريل إلى أن الوضع لايزال خطيرا في سوريا، داعيا إلى توسيع هدنة وقف إطلاق النار التي توصلت إليها تركيا وروسيا في مارس/اذار الماضي في إدلب ليشمل كل أنحاء البلاد.

وشدد على ضرورة اغتنام الفرصة من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، مضيفا "يجب أن تجبر جميع الأطراف، النظام السوري على الانخراط في المفاوضات وإنهاء القمع السياسي"، مؤكدا في الوقت ذاته أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الشعب السوري وطالبي اللجوء في البلدان المجاورة لسوريا.