احباط البرهان لمحاولة انقلابية يكشف حجم الخلافات في الجيش

اعتقال قيادات عسكرية بارزة ومؤثرة في أم درمان قادت معارك شرسة مع قوات الدعم السريع.
الاستخبارات العسكرية تسعى لايقاف مسؤولين عسكريين على رأسهم عميد
تحالف البرهان مع التيار الاسلامي يثير غضبا داخل المؤسسة العسكرية

الخرطوم - أحبط الجيش السوداني محاولة انقلابية جديدة في مدينة ام درمان ما يشير الى حجم الغضب والانقسام داخل القوات المسلحة السودانية من سياسات قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان والمحيطين به مع توسع نفوذ الدعم السريع وتمكنه من تحقيق انتصارات كبيرة في الميدان.
وكشفت صحيفة "السوداني" وفق مصادر وصفتها بالمطلعة "أن استخبارات الجيش السوداني بمنطقة وادي سيدنا العسكرية في أم درمان، اعتقلت عددًا من الضباط الفاعلين في قيادة متحركات أم درمان، بتهمة الإعداد لانقلاب".
وشددت وفق ما نشرته وكالة سبوتنيك الروسية كذلك على أن حملة الاعتقالات استهدفت ضباطًا ناشطين في إدارة العمليات بأم درمان بصورة خاصة معددة أسماء ورتب الضباط المتورطين في المحاولة.
وأفادت أن "الضباط المعتقلين الذين تم وضعهم بالإيقاف الشديد هم، العقيد الركن م. ي. ع.، قائد المتحرك الاحتياطي في معسكر سركاب، والمقدم مهندس م. إ.، مدير الإدارة الفنية بالدفاع الجوي ومسؤول عن الرادارات وأجهزة التشويش المضاد للمسيرات، والرائد الركن م. ح. ق.، مسؤول عمليات الدعم والإسناد الاستراتيجي لمواقع المدرعات والشجرة".
كما تحدثت عن جهود لإيقاف ضباط اخرين على رأسم عميد ركن قائد لأحد المتحركات بمدينة أم درمان مشددة على أن عمليات الإيقاف جاءت تزامنا مع زيارة قام بها عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش الفريق إبراهيم جابر للمنطقة".
وتحدث مصدر عسكري عن طبيعة الموقوفين وخبراتهم العسكرية قائلا "الضباط الذين تم اعتقالهم من أكفأ ضباط القوات المسلحة؛ ضبطًا وربطًا وتعليمًا ويمثلون روح متحركات أم درمان الحالية، وخاضوا معارك شرسة ضد العدو " في إشارة لقوات الدعم السريع.
وكشف نفس المصدر عن بعض المعطيات الغربية في المحاولة قائلا " يبدو أن هناك خللا ما في هذا الأمر، فلا طبعهم يجعلهم يقومون بمثل هذه التحرك ضد القيادة من تلك المنطقة تحديدًا، فالانقلاب ليس هذا مكانه، لكل من يعلم استراتيجية عسكرية".
وتمكن الجيش السوداني في فترات سابقة من احباط العديد من المحاولات الانقلابية منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير نفذها عسكريون موالون للتيار الإسلامي قبل ان يعقد قائد مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان تحالف مع التيار الإسلامي في مواجهة الدعم السريع.
وأدى ضعف موقف البرهان في الحرب الدائرة إلى إحراجه وإّثبات فشله في السيطرة على الأمور إذ تعهد للسودانيين أن المعارك ستحسم في غضون أيام بينما يواصل الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو السيطرة على الكثير من المناطق وحصوله على تأييد القبائل.
وأمام الوضع المتأزم يبحث عن أي حليف لدعمه في مواجهة كل الموقف الصعب الذي يعانيه لذلك قام بالعديد من الزيارات في المنطقة كان اخرها الجزائر مع تصاعد حالة الغضب الداخلي من قبل عنصار في الجيش ترفض استمرار التحالف مع الإسلاميين.
وكان دقلو طرح لإنهاء الحرب العودة الى حكومة مدنية ديمقراطية وانهاء التحالف بين البرهان وقيادات نظام عمر البشير وحزبه المؤتمر الوطني.