احتجاجات ضد جر العراق الى مواجهة بين حليفتيه العدوتين

آلاف من أنصار الصدر يطالبون الحكومة بالنأي عن الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وايران ويهتفون بشعارات معارضة للحرب.

بغداد - حث الآلاف من أنصار رجل الدين العراقي البارز مقتدى الصدر القادة السياسيين وزعماء العشائر في العراق الجمعة على الابتعاد عن أي صراع بين إيران والولايات المتحدة أكبر حليفتين لبغداد.
وهتف محتجون من مؤيدي الصدر، الذي قاد مسلحين من قبل ضد القوات الأميركية وانتقد علنا أيضا النفوذ الإيراني في العراق، بشعارات مناهضة للحرب في وسط العاصمة بغداد وفي مدينة البصرة في جنوب البلاد.
ويخشى العراقيون من تورط بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران والذي احتدم هذا الشهر عندما قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها سترسل قوات إضافية للشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات لمصالحها في المنطقة من جانب أطراف بينها جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق.
ودعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة للتحلي بالهدوء وحاولت الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين.

وقال أحد المحتجين ويدعى أبو علي دراجي "ما زلنا نتعافى من الدولة الإسلامية. لا يجب أن يستخدم العراق قاعدة لمحاولة التعدي على أي دولة. أميركا لا تريد الاستقرار للعراق".
وثارت تكهنات بشأن ظهور الصدر لإلقاء خطاب في الحشود التي تجمعت في بغداد لكنه لم يظهر. وحصلت كتلة الصدر على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في العام الماضي.
ووصفت الولايات المتحدة الصدر من قبل بأنه أخطر رجل في العراق وصنفت جماعته المسلحة في ذلك الوقت وهي جيش المهدي على أنها تشكل تهديدا أكبر لقواتها من تنظيم القاعدة أثناء تمرد ضد الغزو الأميركي للعراق في 2003.
وركز الصدر حملته الانتخابية العام الماضي على القومية العراقية ومعارضة النفوذ الأميركي والإيراني في البلاد على حد سواء.
ووسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران شهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والتي تضم مبان حكومية وسفارات إطلاق صاروخ مطلع الأسبوع لكنه لم يتسبب في وقوع خسائر. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يشتبهون بقوة في أن حلفاء محليين لإيران هم من يقفون وراءه.
وجاء إطلاق الصاروخ بعد أن حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القادة العراقيين من أن واشنطن سترد بالقوة إذا أخفقوا في السيطرة على الجماعات المدعومة من إيران.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن معلومات مخابراتية أميركية أظهرت أن جماعات مسلحة تنشر صواريخ قرب قواعد بها قوات أميركية.
وقال العراق إنه سيرسل وفودا إلى واشنطن وطهران للمساعدة في تهدئة التوتر.
وتقول إيران والولايات المتحدة إنهما لا تريدان الحرب لكن مسؤولين أمنيين ومحللين يحذرون من أن أي واقعة بسيطة من شأنها أن تطلق شرارة دائرة جديدة من العنف في المنطقة المضطربة بالفعل.