احتجاجات في طهران على إهدار مال الشعب في سوريا

انهيار قياسي للريال الإيراني يشعل فتيل الجبهة الاجتماعية في مؤشر آخر على حجم المأزق الاقتصادي في إيران بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والعودة للعمل بنظام العقوبات السابق.

"اتركوا سوريا" شعارات رددها المحتجون
أزمة إيران الاقتصادية ترتد شحا على أذرعها في المنطقة
الأزمة الاقتصادية تكبح سخاء إيران على ميليشياتها في المنطقة

طهران - شهدت العاصمة الإيرانية اليوم الأحد احتجاجات تنديدا بإهدار مال الإيرانيين في سوريا في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية آخذة في التصاعد.

 وذكرت مصادر أن الاحتجاجات اندلعت على اثر الانهيار قياسي للريال الايراني وأن المتظاهرين طالبوا الحكومة بتركيز مقدرات البلاد المالية على معالجة المشاكل الداخلية والتوقف عن اهدار المزيد من الأموال على التواجد العسكري في الأراضي السورية دعما للرئيس السوري بشار الأسد.

وأطلق انهيار الريال شرارة أول احتجاجات في العاصمة طهران على التواجد العسكري الإيراني في سوريا فيما كانت مصادر من المعارضة الإيرانية في الخارج قد تحدثت مرارا عن حالة من الاحتقان الاجتماعي.

وعادة ما تلجأ إيران إلى قمع الاحتجاجات بالقوة وتكميم الأصوات باعتقالات والمحاكمات بتهم من بينها الخيانة والتآمر، ما شكل ترهيبا للمناوئين للسياسة الإيرانية الخارجية وما جعل حالة الاحتقان كالنار تحت الرماد.  

وتشير فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتغريدات نشطاء إلى أن الاحتجاجات انطلقت حين تجمعت حشود أمام وداخل سوق الأجهزة الإلكترونية في طهران رافعين شعارات احتجاج أبرزها "اتركوا سوريا".

ومع الانهيار القياسي للعملة الإيرانية نظم نشطاء على مواقع التواصل حملات شعبية واسعة طالت الرئيس الإيراني حسن روحاني وحكومته وطالبته بتعجيل تغيير الطاقم الاقتصادي وإيجاد حلول عملية للأزمة الاقتصادية التي بدأت تظهر ملامحها بالبروز وارتدت على الحياة المعيشية للمواطن الإيراني.

وتسبب الهبوط الحاد للعملة الإيرانية أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في ارتفاع كبير في أسعار السيارات والعقارات والسلع وخصوصا المستوردة منها.

ولاحقا غرد وزير الاتصالات الإيراني على تويتر قائلا إنه زار سوق الجوالات اليوم الأحد وشدد على أن عمل السوق عاد إلى وضعه الطبيعي.

كما تعهد بأن الحكومة سوف تعمل على تأمين العملة الأجنبية لأجل إعادة الاستقرار إلى السوق، داعيا إلى التصدي لمن يستغلون الأوضاع الحالية.

وسارع التلفزيون الإيراني إلى بث صور قال إنها تظهر عودة الهدوء إلى سوق الجوالات وإلى عودة المحلات لفتح أبوابها.

وتواجه إيران أزمة اقتصادية تفاقمت مع إعلان الرئيس الأميركي في مايو/ايار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وإعادة العمل بنظام العقوبات الاقتصادية السابق.

وبالفعل بادرت وزارة الخزانة الأميركية بعيد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي للعام 2015 بفرض حزمة عقوبات على شخصيات وكيانات إيرانية فيما علقت شركات غربية كبرى نشاطها في إيران.

وتضيق العقوبات الأميركية المتلاحقة الخناق المالي على إيران التي تنفق بسخاء على أذرعها في المنطقة والتي تستخدمها في زعزعة الاستقرار.

ومن المتوقع أن تؤثر العقوبات الأميركية على تمويلات إيران لجماعة حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والفصائل الشيعية في العراق وأيضا على تواجدها العسكري في سوريا.

ويتوقع محللون أن تشهد إيران احتجاجات اجتماعية على تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار على غرار الانتفاضة الأخيرة التي قتل فيها خمسة متظاهرين ونجح الحرس الثوري في اخمادها قبل أن تتحول إلى كرة لهب تنتقل من محافظة إلى أخرى ومن إقليم إلى آخر.