احتجاز أسرى داعش يثقل على أكراد سوريا

الإدارة الكردية في سوريا تؤكد أنه لم يعد بوسعها احتجاز الأسرى الأجانب من تنظيم الدولة الإسلامية للأبد وأنهم باتوا يشكلون عبئا ثقيلا وخطرا في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة ما يعني أنهم قد يستغلون حدوث فوضى للهرب من المعتقلات.

الإدارة الكردية تحتجز نحو 500 مقاتل أجنبي و500 آخرين من 40 دولة
الإدارة الذاتية للأكراد تحشد لمحاكمة دولية لأسرى داعش
وتيرة المحاكمات تتسارع في العراق وتتباطأ في سوريا

القامشلي (سوريا) - قال مسؤول كردي كبير اليوم الخميس، إن السلطات التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرق سوريا لا تستطيع احتجاز الأسرى الأجانب من تنظيم الدولة الإسلامية إلى الأبد وإن على دولهم استعادتهم.

وقال عبدالكريم عمر الرئيس المشارك في هيئة العلاقات الخارجية بالإدارة التي يقودها الأكراد للصحفيين، إن الإدارة تحتجز نحو 500 مقاتل أجنبي و500 فرد آخرين من نحو 40 دولة بعد هزيمة التنظيم العام الماضي على كل الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق وسوريا تقريبا.

وأضاف "بالنسبة إلينا هذا عدد كبير جدا لأن هؤلاء الدواعش خطرون وارتكبوا مجازر ووجودهم لدينا في المعتقلات فرصة بالنسبة للمجتمع الدولي ليقوم بمحاكمتهم".

وبدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، انتزعت قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد السيطرة على مناطق في شمال وشرق سوريا من تنظيم الدولة الإسلامية على مدى العامين الأخيرين بما في ذلك الرقة التي كانت معقلهم الأساسي في سوريا.

وذكر عمر أن قوات سوريا الديمقراطية تحارب الآن لاستعادة آخر القرى التي لا تزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية على نهر الفرات قرب الحدود مع العراق واحتجزت المزيد من المسلحين الأجانب.

وقال عمر إن الإدارة في المنطقة تفتقر للموارد لتعيد تأهيل الكثير من السجناء بشكل ملائم. وستقدم الإدارة المقاتلين السوريين للمحاكمة، لكنها لن تحاكم الأجانب كما لن تعدم أحدا لأنها لا تطبق عقوبة الإعدام.

وأضاف "نحن سنحاول عن طريق الحوار وعن طريق المفاوضات أن نسلمهم إلى دولهم، لكن إذا قطعنا الأمل سيكون لدينا خيارات أخرى وسيكون لدينا قرارات وسنأخذ هذه القرارات في الوقت المناسب".

وكان عمر يتحدث خلال مؤتمر صحفي في القامشلي قرب الحدود التركية للإعلان عن أن السودان استعاد أسيرة سودانية انضمت للدولة الإسلامية.

وذكر أن المرأة واحدة من بين 50 أو 60 شخصا استعادتهم دولهم حتى الآن بينهم نساء وأطفال، مضيفا أن روسيا وإندونيسيا استعادتا عددا من الأسر.

وقال عمر إن استمرار وجود مقاتلين أجانب في منطقة غير مستقرة من العالم يشكل خطرا على المجتمع الدولي بأكمله لأنهم قد يستغلون أي فترة جديدة من الفوضى للهرب.

وأضاف "إننا لوحدنا لا نستطيع أن نتحمل هذا العبء، كما واجهنا دولة داعش في إطار المجتمع الدولي يجب أن نواجه هذه المشكلة الخطيرة التي لا تقل خطورة عن داعش ودولة داعش".

وكانت فرنسا قد تعرضت لانتقادات حادة على خلفية ملف أسرى مقاتلي الدولة الإسلامية الأجانب الذين تحتجزهم السلطات العراقية والإدارة الذاتية للأكراد في سوريا.

ومحاكمة أسرى داعش معضلة تواجهها كل من العراق وسوريا وأيضا دول المنشأ التي تخشى عودة المقاتلين الأجانب مع انحسار نفوذ داعش.

وتسارعت وتيرة محاكمات أسرى داعش في العراق إلا أنها تواجه عوائق ومشاكل في مناطق سيطرة الأكراد في سوريا.