اختبار بسيط يتنبأ بمستقبل صحتك مع تقدمك في العمر
واشنطن - أكّدت دراسة جديدة أن قدرة الشخص على التوازن على ساق واحدة يمكن أن تكون المؤشر الأكثر موثوقية للتدهور المرتبط بالعمر، متفوقة على التدابير التقليدية مثل قوة القبضة وسرعة المشي أو اختبارات التوازن على الساقين.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة "بلوز وان" في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا ويمكنهم الوقوف على ساق واحدة لمدة 30 ثانية هم في طريقهم للتقدم في العمر بشكل صحي، مشيرة إلى أن النتائج تكون أكثر دلالة إذا كانوا يقفون على الساق الأضعف.
وأجرى فريق الباحثين سلسلة من اختبارات الحركة على 40 شخصا مقسمين بالتساوي بين من تقل أعمارهم عن 65 عاما ومن هم أكبر من ذلك، وكانوا يتمتعون بصحة جيدة ومستقلين. وسمح الباحثون للمشاركين خلال الاختبار بترك الساق التي لا يقفون عليها حرة الحركة وإبقاء أعينهم مفتوحة.
وتوصّل العلماء إلى أن الوقوف على الساق غير المسيطرة يُعد أدق مقياس لرصد انخفاض القدرات التوازنية المرتبطة بتقدم العمر لدى كبار السن.
وأشار الباحث الرئيس كينتون كوفمان مدير مختبر تحليل الحركة في مايو كلينك أن "التوازن يعتبر عنصرا هاما لأنه بجانب قوة العضلات يتطلب مشاركة البصر والنظام الدهليزي المسؤول عن ذلك في الجسم وعن أنظمة الحس الجسدي".
وعلّق كوفمان في بيان صحفي قائلا "التغيرات في التوازن تُعتبر أمراً جديراً بالاهتمام. إذا كنت تعاني من ضعف فيه فإنك تصبح عرضة لخطر السقوط، سواء كنت تتحرك أم لا. والسقوط يُعد خطرا صحيا جسيما له عواقب وخيمة".
السقوط غير المقصود هو السبب الرئيسي للإصابات بين كبار السن من عمر 65 عامًا
وذكر أن "السقوط غير المقصود هو السبب الرئيسي للإصابات بين كبار السن من عمر 65 عامًا فما فوق وغالبية الحالات تنجم عن فقدان التوازن"، لافتا الى أن "التمرين سهل، لا يتطلب معدات خاصة، ويمكن ممارسته يوميا".
ويُعرّف العلماء التوازن بأنه "الاستجابة السريعة والتلقائية للعضلات الفاعلة لوضع الجسم اثناء الوقوف والجلوس للإحساس بعدم التوازن".
وأثبتت دراسات في الطب الرياضي أن عدم القدرة على الوقوف لمدة عشر ثوان يرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 84 بالمئة لأي سبب.
وتشير الدلائل إلى أنه نظرا لعدد الأنظمة الجسدية المسؤولة عن الحفاظ على توازن الجسم سيساعد في الحفاظ على تجنب مشكلات صحية أخرى. وفقدان التوازن هو مشكلة طبية بدون حل طبي ولا يمكن علاجها بالأدوية أو الجراحة ولكن لها عواقب تتعلق بتغير الحياة.
ويوضح أخصائيو الرعاية الصحية أن مشاكل التوازن يمكن أن تكون ناجمة عن العديد من المشكلات الأخرى مثل ضعف البصر وتباطؤ الإشارات العصبية وانخفاض ضغط الدم. وينصح الخبراء باستشارة أحد المتخصصين إذا لاحظ الشخص تغيرا مفاجئا في قدراته على التوازن لأن فقدانه قد يكون ناتجا عن مشكلة بسيطة نسبيا أو شيء أكثر خطورة.