اختبار للدم يفضح سرطان المبيض مبكرا

أول دراسة كبيرة على فحص طبي يرصد ارتفاع بروتين محدد في الدم تجد ان عشرة بالمئة من يعانين من مستوياته العالية تم تشخيص إصابتهن بسرطان المبيض.
أقل من نصف النساء المصابات بسرطان المبيض يظلون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص

واشنطن - أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن اختبار للدم يمكن أن يساعد الأطباء على الاكتشاف المبكر لسرطان المبيض، إضافة إلى أنواع أخرى من السرطان.
الدراسة أجراها باحثون بجامعتي كامبريدج وأكسفورد في المملكة المتحدة، وعرضوا نتائجها، أمام مؤتمر معهد بحوث السرطان الوطني، الذي يعقد في الفترة من 3-5 نوفمبر 2019 في بريطانيا.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فاعلية اختبار "مستضد السرطان 125" الذي يرصد كمية بروتين "CA 125" في الدم.
ورغم أن هذا الاختبار يستخدم بالفعل في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذه أول دراسة كبيرة ترصد مدى أدائه الجيد في الممارسة العامة، لفحص النساء اللائي لديهن أعراض محتملة لسرطان المبيض.
وما دفع الباحثون لهذه الدراسة، أن دراسات سابقة أثبتت أن هذا الاختبار لا يعد دقيقًا بما فيه الكفاية لاستخدامه كفحص لسرطان المبيض بشكل عام، نظرًا لإمكانية زيادة مستوى بروتين "CA 125" في العديد من الحالات غير السرطانية.
ويمكن أن تتسبب العديد من الحالات المختلفة في زيادة بروتين "CA 125"، بما في ذلك الحالات الطبيعية، مثل الحيض، والحالات غير السرطانية، مثل الأورام الليفية الرحمية، كما يمكن أن تتسبب بعض السرطانات في زيادة مستوياته بما في ذلك سرطان المبيض، وبطانة الرحم، وقناة فالوب.
وأجرى الفريق دراسته على 50 ألفًا و780 من السيدات في بريطانيا، وظهرت عليهن علامات محتملة لسرطان المبيض، مثل الانتفاخ المستمر أو آلام في البطن.
وتم إجراء الاختبار على المشاركات في الدراسة بين مايو/ أيار 2011 وديسمبر/ كانون أول 2014، ثم قارن الباحثون نتائج هذا الاختبار، مع بيانات ترصد حالات سرطان المبيض أو أي شكل آخر من أشكال السرطان التي تم اكتشافها بالفعل بين المشاركات خلال الاثني عشر شهرًا التالية لهذا الاختبار.
واكتشف الباحثون أن 10 بالمائة من النساء اللائي كان لديهن مستويات مرتفعة بشكل غير طبيعي من بروتين "CA125" في دمائهن، تم تشخيص إصابتهن بسرطان المبيض.
وأكد الفريق أن هذه النسبة هي أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقًا، وأعلى عشر مرات من التقديرات الواردة في إرشادات المعهد الوطني للصحة والرعاية الفائقة في بريطانيا، لعام 2011 في المملكة المتحدة، بشأن تشخيص سرطان المبيض.
وكان النساء اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من هذا البروتين في سن 50 عامًا فأكبر، بلغت نسبة الإصابة بسرطان المبيض بينهن 15 بالمئة.
أما النساء اللاتي كانت أعمارهن تحت 50 عامًا، وكان لديهن مستويات مرتفعة من بروتين "CA125"، فقد بلغت نسبة تشخيص سرطان المبيض بينهن 3? فقط.
وأظهرت النتائج أيضًا أن حوالي 17 بالمئة من النساء اللائي يبلغن من العمر 50 عامًا فأكثر، وكانت لديهن مستويات مرتفعة من بروتين "CA125"، تم تشخيص إصابتهن بأشكال أخرى من السرطان مثل سرطان البنكرياس أو الرئة أو الرحم.
وقال الدكتور جارث فونستون، قائد فريق البحث "أقل من نصف النساء المصابات بسرطان المبيض يظلون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص، وغالبية النساء لا يتم تشخيص إصابتهن حتى تتفاقم أعراض المرض، ما يجعل علاجه أكثر صعوبة.
وأضاف "من المهم أن يكون لدى الأطباء أدوات فعالة للكشف عن سرطان المبيض في وقت مبكر، لضمان علاج المرضى بشكل مناسب".
وتابع فونستون "بينما يستخدم اختبار "CA125" على نطاق واسع في الممارسة العامة حول العالم، لكن قبل هذه الدراسة، لم يكن من الواضح مدى فاعلية هذا الاختبار".
وأشار أن الدراسة كشفت أن اختبار بروتين "CA125" هو اختبار مفيد للغاية للكشف عن سرطان المبيض وأشكال أخرى من السرطان في الممارسة العامة".
وسرطان المبيض هو ورم يتكون في المبايض في داخل الجهاز الأنثوي ويصيب معظم النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 55-74 عامًا.
ويعد أكثر الأنواع شيوعا هو سرطان النسيج المبيضي حيث يشكل 95 بالمئة من سرطانات المبيض.
ويصيب سرطان المبيض سنوياً حوالي 205 ألف امرأة في جميع أنحاء العالم، وهو السبب الرئيسي الخامس لوفيات السرطان بين النساء في أوروبا.