اختتام أطول جولة مباحثات بين واشنطن وطالبان دون اتفاق

محور النقاش الوحيد في جولة الدوحة: انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان مقابل وقف الهجمات الخارجية لطالبان.

كابول (أفغانستان) - ذكرت مصادر أن مفاوضين من الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية اختتموا الثلاثاء أطول جولاتهم من محادثات السلام بإحراز تقدم لكنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن موعد انسحاب القوات الأجنبية.
ومن المتوقع أن تستأنف المحادثات في وقت لاحق من مارس/آذار. وكانت الولايات المتحدة قد سعت أيضا خلال المحادثات التي استمرت 16 يوما للحصول على تأكيدات على أن طالبان لن تستخدم أفغانستان لشن هجمات.
وقال مصدر مطلع على الاجتماعات ان "انسحاب القوات الأجنبية وضمان عدم استخدام أفغانستان (لمهاجمة) أي دولة أخرى كانا محور النقاش الوحيد".
وشارك في المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة مسؤول المكتب السياسي لطالبان الملا عبد الغني برادار وفريق تفاوضي أميركي برئاسة المبعوث الخاص زلماي خليل زاد.

الانسحاب على خمس سنوات أم ستة أشهر؟
الانسحاب على خمس سنوات أم ستة أشهر؟

وقالت المصادر إن من المتوقع أن يعود خليل زاد الآن إلى واشنطن لإطلاع المسؤولين الأميركيين على نتائج المحادثات.
وتتمركز قوات أجنبية قوامها نحو 17 ألف فرد في أفغانستان منهم 14 ألف جندي أميركي في إطار مهمة لحلف شمال الأطلسي تقودها الولايات المتحدة لتدريب القوات الأفغانية وتقديم المساعدة والنصح لها. وتنفذ بعض القوات الأميركية أيضا عمليات في مجال مكافحة الإرهاب.
وثارت تكهنات في السابق بأن القوات الأميركية قد تخرج من أفغانستان خلال خمس سنوات في إطار اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 18 عاما. ودعت طالبان إلى الانسحاب بسرعة وخلال ستة أشهر.

من المتوقع أن يعود خليل زاد الآن إلى واشنطن لإطلاع المسؤولين الأميركيين على نتائج المحادثات

وبدأت الولايات المتحدة وحركة طالبان الصيف الماضي، بشكل سري في البداية ومن ثم بشكل اكثر انفتاحا، هذه المحادثات المباشرة غير المسبوقة في محاولة لاحلال في افغانستان.
وتأتي هذه المحادثات بعد جولة ماراثونية في كانون الثاني/يناير شهدت خروج المسؤولين الأميركيين وطالبان بـ"مسودة إطار عمل" حول المسألتين.
وجرت مناقشات كذلك بين طالبان وجماعات معارضة أفغانية في موسكو في شباط/فبراير.
وخلال الجولة الحالية من المفاوضات في الدوحة، استمرت الهجمات العنيفة في أفغانستان.
ففي الأول من آذار/مارس قتل 23 من عناصر قوات الأمن الأفغانية على الأقل في هجوم لطالبان على قاعدة أميركية أفغانية مشتركة جنوب غرب أفغانستان.
وحذر محللون من أنه من المرجح أن تصعّد طالبان هجماتها في الأشهر المقبلة لاستخدام ذلك كورقة مقايضة في المحادثات.
وجرت المحادثات في منتجع فاخر في الدوحة بحيث لم تكن غرف المفاوضين تبعد سوى أمتار قليلة من عازف بيانو وحوض سباحة كان يستجم فيه سياح غربيون ويحتسون الكحول.