اختفاء ثلاثة مليارات دولار من الدعم القطري للجامعات الأميركية

فضيحة جديدة لسياسات قطر في صناعة النفوذ بالمال وتلميع صورتها المرتبطة بدعم التطرف.
اسباب كثيرة تدفع الاساتذة الى انتقاد قطر الا اذا تم إسكاتهم بالمال

لندن – كشف معهد دولي للدراسات عن اختفاء ثلاثة مليارات دولار من الدعم القطري المقدم لجامعات مرموقة في الولايات المتحدة، في ما يمثل فضيحة جديدة لسياسات الدوحة في تلميع صورتها حول العالم من خلال المال.
وجري وزارة التعليم الاميركية حاليا تحقيقات في مشاكل التمويل الاجنبي للجامعات. ومن الجامعات المشمولة بالتحقيق هارفارد وييل وكورنل وجورج تاون.
وذكر معهد دراسات السياسة الدولية ومعاداة السامية ومقره نيويورك، ان عددا من الجامعات الاميركية تتلقى تبرعات من روسيا والصين ودول عربية لكن التمويل القطري هو الاضخم حتى الان.
وافاد المعهد في دراسة بعنوان "اتبعْ المال" حول تمويل الجامعات من الخارج، باختفاء 3 مليارات دولار من الدعم القطري للجامعات الاميركية.

قطر تبرعت بـ4.9 مليار دولار لكن الجامعات لم تسجل في حساباتها ولم تعلن سوى عن 1.9 مليار دولار

واوضحت الدراسة ان قطر تبرعت بـ4.9 مليار دولار لعدد من الجامعات على مدى السنوات الاخيرة، لكن الجامعات لم تسجل في حساباتها ولم تعلن سوى عن 1.9 مليار دولار.
واكدت الدراسة ايضا ان تمويل الجامعات الاميركية يمثل وسيلة مهمة بيد قطر لتحسين صورتها في الولايات المتحدة. وتعتبر المنح المقدمة للاساتذة او الباحثين في مراكز البحوث وسيلة ضغط عليهم لتجنب انتقاد قطر في المؤتمرات والكتب والمقالات وداخل قاعات التدريس.
وتنفق قطر مبالغ طائلة لتلميع صورتها المرتبطة بدعم الارهاب والازدواجية في المواقف. والى جانب اذرعها الاعلامية، تمول الدوحة جامعات ومراكز ابحاث خصوصا في الدول الغربية.
وترتبط هذه الفضيحة بتطور جديد في العلاقات بين قطر والجماعات الصهيونية في الولايات المتحدة بعد ما تبيّن وجود صلة مباشرة بين الاموال القطرية والمنظمات الفلسطينية الطلابية.
وفي حين دأب قادة في الجماعات الصهيونية الاميركية على كيل الثناء لقطر وتجميل صورتها في العالم، الا ان الدوحة تعزز الان الدعاية السياسية للفلسطينيين وخصوصا حركة حماس المصنفة منظمة ارهابية في الولايات المتحدة.
وفي اطار سياسة بذل المال لصناعة النفوذ، قدمت قطر مليارات الدولارات لايران على سبيل التعويض لضحايا الطاشرة الاوكرانية التي سقطت مؤخرا في الليلة التي تمت فيها تصفية واشنطن لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني في بغداد.
كما سبق للدوحة أيضا أن أدخلت مبالغ ضخمة بمئات ملايين الدولارات للعراق بشكل غير قانوني لافتداء 26 من مواطنيها، بينهم اعضاء في الاسرة الحاكمة، احتجزتهم جماعة شيعية مسلحة مقربة من إيران.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، وفرت قطر للجماعات الارهابية على غرار داعش والقاعدة وطالبان "ملاذا آمنا ووساطة دبلوماسية ودعما ماليا وفي بعض الاحيان أسلحة". وبحسب مراقبين، ثمة الكثير من الاسباب التي تدفع الاساتذة الى انتقاد قطر، الا اذا تم إسكاتهم بالمال.