ارتباط إيراني وثيق بشبكات إجرامية وإرهابية في الصومال

تقرير أممي يرصد انتهاك العقوبات المفروضة على حركة الشباب الصومالية المتطرفة، يشير إلى أن الأخيرة تجني ملايين الدولارات من الضرائب وتجارة الفحم المهرب فيما تشكل إيران نقطة العبور الرئيسية لتلك الشحنات.

الفحم المهرب يصدر من طهران على أساس أنه إيراني المنشأ
المتطرفون الصوماليون يجنون ملايين الدولارات من تجارة الفحم المهرب
وجهة الفحم المهرب الرئيسية كانت الموانئ الإيرانية
إيران تستفيد من تجارة الفحم الصومالي المهرب
عائدات الضرائب والفحم المهرب تمول آلة الإرهاب للشباب الصومالية

نيويورك - قال مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة في أحدث تقرير عن انتهاك العقوبات المفروضة على الصومال، إن شبكات إجرامية تستخدم إيران كنقطة عبور لصادرات فحم صومالية غير مشروعة تحقق لحركة الشباب الإسلامية المتشددة مكاسب ضريبية تصل إلى ملايين الدولارات سنويا.

وتسلط هذه التطورات الضوء على ارتباط إيران بشبكات إجرامية حيث تشكل نقطة العبور الرئيسي ومنها تجري عمليات تحيل من خلال لف شحنات الفحم الصومالي بأغلفة كتب عليها فحم إيراني.

وأضاف المراقبون في تقرير سنوي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم ينشر، إن العائدات المحلية التي تحققها حركة الشباب الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة "أكثر تنوعا جغرافيا وأكثر منهجية" بالمقارنة بما تحققه الحكومة الاتحادية في الصومال.

ويقول التقرير إن الوجهة الرئيسية للشحنات منذ مارس/آذار كانت موانئ في إيران حيث يغلف الفحم في أجولة بيضاء كتب عليها "منتج إيراني". وتستخدم الشحنات شهادات منشأ مزورة من جزر القمر وساحل العاج وغانا.

وكتب المراقبون يقولون "يعاد بعد ذلك تحميل الأكياس على زوارق أصغر حجما ترفع العلم الإيراني ويتم تصديرها باستخدام شهادات منشأ تشير إلى أن الدولة المصنعة للفحم هي إيران".

وقال التقرير إن إيران أصبحت نقطة عبور للشحنات التي تنتهك حظرا تفرضه الأمم المتحدة على صادرات الفحم الصومالية بعد أن شددت سلطنة عمان إجراءاتها الجمركية.

وقال المراقبون الذين يتابعون مدى الالتزام بالعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على الصومال وإريتريا، إن إيران لم تستجب استجابة جوهرية عندما أثار المراقبون المخاوف المتعلقة بإعادة شحن الفحم الصومالي.

حركة الشباب الصومالية المتطرفة تجني سنويا أكثر من 10 ملايين دولار من الفحم المهرب و7.5 ملايين دولار من الضرائب التي تفرضها على مركبات تنقل شحنات الفحم

وقدر التقرير القيمة الإجمالية لتجارة الفحم الصومالي غير المشروعة بنحو 150 مليون دولار سنويا، حيث يستخدم على نطاق واسع في الطهي وتدخين الأرجيلة.

وأفادت تقديراته كذلك أن الصومال صدر أكثر من ثلاثة ملايين جوال من الفحم في العام الماضي.

وكتب المراقبون "ما زالت تجارة الفحم مصدرا رئيسيا لإيرادات الشباب وتحقق ما لا يقل عن 7.5 ملايين دولار من الضرائب عند نقاط التفتيش".

وأشار التقرير إلى أن طهران تصدر شحنات الفحم الصومالي إلى موانئ إماراتية على أساس أن منشأ الفحم هو إيران.

وقالت لانا نسيبة سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة إنه لا يمكنها التعليق لأن التقرير لم ينشر بعد.

وتابعت "الإمارات على علم كامل بجميع قرارات مجلس الأمن وهي ملتزمة تماما بفرض العقوبات"، مضيفة "نحن نؤكد مجددا تعاوننا المستمر مع مجموعة المراقبة على امتداد تفويضها"، فيما امتنعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة عن التعليق.

وحظر مجلس الأمن الدولي صادرات الفحم من الصومال في عام 2012 في محاولة لقطع التمويل عن حركة الشباب ذات الصلة بتنظيم القاعدة التي تحاول الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.

وفرض مجلس الأمن حظر سلاح على الصومال عام 1992 لقطع التسليح عن أمراء الحرب الذين أطاحوا بحكم الدكتاتور محمد سياد بري وأدخلوا البلاد في حالة حرب.

وتجني حركة الشباب ملايين الدولارات سنويا إلى جانب إيراداتها من تصدير الفحم، عن طريق فرض رسوم على المركبات في المناطق التي تقيم فيها نقاط تفتيش وعن طريق فرض ضرائب على الشركات وعلى الزراعة والماشية.

وقال المراقبون إن كل هذا "يحقق ما يكفي وزيادة من الإيرادات لاستمرار التمرد".

الفحم المهرب والضرائب شريان مالي حيوي لحركة الشباب الصومالية المتطرفة
الفحم المهرب والضرائب شريان مالي حيوي لحركة الشباب الصومالية المتطرفة

وتابع المراقبون أن حركة الشباب أصبحت تسيطر على مساحات أقل من الأراضي بالمقارنة بما كانت تسيطر عليه في ذروة التمرد المستمر منذ عشر سنوات لكن "قدرتها على تنفيذ هجمات معقدة غير متماثلة في الصومال لم تقل".

وأضافوا نقلا عن منشق عن الحركة أن أكثر نقاط تفتيش حركة الشباب ازدهارا تقع على مسافة 160 كيلومترا شمال غربي العاصمة مقديشو على الطريق إلى بيدوة.

 وقال المنشق إن نقطة التفتيش تجلب للحركة نحو 30 ألف دولار يوميا أي عشرة ملايين دولار سنويا.

وقال المراقبون "بتنفيذ أساليب تشبه تلك التي تطبقها عصابات المافيا تتمكن الحركة من جباية الضرائب عن طريق شبكة نقاط تفتيش في مناطق نائية وتجمع الضرائب بالعنف والترويع"، موضحين أن سائقي الشاحنات يواجهون خطر القتل إذا حاولوا تجنب نقاط التفتيش.

وفي وقت سابق هذا العام حصل المراقبون على دفاتر الحركة التي صودرت بعد مقتل محاسب بارز يعمل لديها في هجوم نفذه الجيش الصومالي وقوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي.

وأوضح هؤلاء أن الدفاتر حوت تفاصيل إيرادات الحركة ومصروفاتها في منطقة هيران بوسط الصومال عن الفترة من أكتوبر/تشرين الأول عام 2014 وحتى مارس/آذار 2018 وقالوا إنها "تعرض نظاما محاسبيا معقدا" يحول عن طريقه المتشددون الأموال باستخدام نظم تحويل الأموال عن طريق الهواتف المحمولة باستخدام شبكة هورمود تليكوم".

وقالوا إن نظام جباية الضرائب "أكثر تنوعا جغرافيا وأكثر منهجية" بالمقارنة بالحكومة الاتحادية في الصومال ونظرا لتقديم المتشددين لفواتير بالمبالغ المحصلة فإن النظام الضريبي "يمكن المساءلة بشأنه والتنبؤ به" على عكس شبكة نقاط التفتيش التي تديرها القوات المسلحة الحكومية في بعض أجزاء البلاد.

وتنفذ الحكومة في مقديشو إصلاحات في المالية العامة بموجب برنامج لصندوق النقد الدولي، بينما تفيد بيانات وزارة المالية بأن الإيرادات المحلية زادت إلى أربعة أمثالها في الفترة من 2012 حتى نهاية 2017.

وكانت الولايات المتحدة قد قررت العام الماضي تعليق مساعدات الغذاء والوقود لأغلب أفراد القوات المسلحة الصومالية بسبب مخاوف تتعلق بالفساد.