ارتطام كويكب بالأرض ليس سيناريو لفيلم

علماء فلك وخبراء في حالات الطوارئ يدرسون سيناريو كارثي يقوم على احتمال نسبته 1% بارتطام كويكب يسير بسرعة 14 كيلومترا في الثانية بالأرض ويدرسون اجراءات ينبغي اتخاذها.
سميت '2000أس جي344' من أخطر الأجرام
تمارين تهدف لمحاكاة استجابة العالم للسيناريو الكارثي
العالم أمام خيارين فإما تحويل مسار الكويكب أو إخلاء منطقة الخطر
كويكب ينفجر فوق مدينة تشيليابنسك الروسية

 واشنطن – يعكف نحو 300 عالم فلك ومهندس وخبير في حالات الطوارئ على درس سيناريو كارثي ومتخيل يقوم على احتمال نسبته 1% بارتطام كويكب يسير بسرعة 14 كيلومترا في الثانية بالأرض والاجراءات التي ينبغي اتخاذها.
وفي تفاصيل التمرين المطروح على العلماء خلال الأسبوع الحالي في ضاحية واشنطن في إطار النسخة الرابعة منه منذ العام 2013، ان تلسكوبا رصد كويكبا قطره 100 إلى 300 متر يسير بسرعة 14 كيلومترا في الثانية على مسافة 57 مليون كيلومتر من الأرض. ويدرس العلماء احتمال سقوطه على الأرض في 29 نيسان/أبريل 2027.
وقال جيم برايدنستاين رئيس وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لدى افتتاحه المؤتمر السادس للدفاع الكوكبي في حرم جامعة ميريلاند في كوليدج بارك "هذا ليس سيناريو فيلم". ومن الدول المشاركة في المؤتمر إيطاليا وألمانيا والصين وفرنسا وروسيا.

وكانت فكرة مواجهة الأرض لكويكب تواجه بسخرية… حتى 15 شباط/فبراير 2013 حين ساهم نيزك في وضع حد لهذا الموقف.
ففي ذلك اليوم، ظهر كويكب من 20 مترا فجأة وانفجر لدى دخول الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع 23 كيلومترا فوق مدينة تشيليابنسك الروسية. وشعر السكان بوهج الانفجار في منطقة قطرها 60 كيلومترا. وتحطم زجاج آلاف الابنية وأصيب نحو ألف شخص بشظايا.
ويقول ديتليف كوشني أحد مدراء مكتب الدفاع الكوكبي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية المتمثلة بنحو عشرة أشخاص في المؤتمر "إيجابية ما حصل في تشيليابنسك تتمثل في أنه أدى إلى إدراك لدى الرأي العام وصانعي القرارات"
وحدها الكويكبات التي يضعها دورانها على مسافة تقل عن 50 مليون كيلومتر من الأرض تثير اهتمام العلماء. ويكتشف الفلكيون منها يوميا. وقد رصدوا هذه السنة حتى الآن 700 منها ليصل مجموعها إلى 20001 على ما يقول يندلي جونسون من مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأميركية الذي أسس العام 2016.
ومن أخطر هذه الأجرام صخرة "سميت 2000أس جي344" يبلغ قطرها 50 مترا فيما احتمال تحطمها على الأرض هو واحد على 2096 في غضون مئة سنة على ما تفيد وكالة الفضاء الأوروبية"
لكن غالبية هذه الكويكبات أصغر حجما فيما 942 يزيد حجمها عن كيلومتر على ما يقول عالم الفلك آلن هاريس الذي أبلغ المشاركين بأن بعض الكويكبات الكبيرة لا تزال مختبئة في مكان ما في السماء موضحا "غالبيتها تقع وراء الشمس".
وترصد هذه الكويكبات خصوصا تلسكوبات أميركية منصوبة في أريزونا وهاواي.
ونصبت الوكالة الأوروبية تلسكوبا في إسبانيا وتنوي وضع تلسكوبات أخرى في تشيلي وصقلية. ويطالب الكثير من علماء الفلك بتلسكوب في الفضاء إذ لا يمكن من الأرض رؤية الاجرام الواقعة على الجانب الآخر من الشمس.
ويهدف تمرين الأسبوع الحالي إلى محاكاة استجابة العالم لهذا السيناريو الكارثي. فينبغي أولا تصويب تلسكوبات باتجاه الجرم لاحتساب سرعته بدقة ومساره، إذ ان عمليات الرصد الأولى تكون غير دقيقة.
ومن ثم يكون العالم أمام خيارين، فإما تحويل مسار الكويكب أو إخلاء منطقة الخطر.
فإذا كان حجمه أقل من 50 كيلومترا، فثمة إجماع دولي على إخلاء المنطقة التي قد تتعرض له.
ويقول ديتليف كوشني إنه بالامكان قبل أسبوعين من الارتطام تحديد البلد المعني على أن تزيد دقة التوقعات مع تقليص منطقة الخطر إلى مئات الكيلومترات قبل أيام قليلة من الحادث المحتمل.وبالنسبة إلى الأجرام الأكبر حجما، فلا يكون الحل بإرسال قنبلة ذرية كما الحال في فيلم "أرماغيدون" لأنه قد ينجم عن ذلك شظايا قد تكون بالخطورة نفسها، بل في إرسال جهاز باتجاه الكويكب لتحويل مساره.
وستختبر وكالة ناسا هذه الفكرة على كويكب فعلي من 150 مترا في العام 2022 مع مهمة "دارت"لكن تبقى المشكلة السياسية على ما تقول رومانا كوفلر من مكتب شؤون الفضاء الخارجي في الأمم المتحدة، متسائلة "من ستكون جهة اتخاذ القرار؟".
وتوضح "ثمة إجماع حتى الآن على عدم الخوض في هذا السؤال".
على أي حال، سترفع القضية إلى مجلس الأمن الدولي لكن السؤال الأكبر يبقى: هل أن الدول الغنية ستمول مهمة إن لم تكن هي في مرمى الاحجار النيزكية؟.