ارتفاع ضغط الدم في الليل يستدرج الخرف

ستوكهولم - كشفت دراسة جديدة أن كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الليل فريسة سهلة للإصابة باضطرابات عصبية والتعرض للخرف والزهايمر.
مرض الخرف مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورًا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر أحد أشكالها ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجياً لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
وتفيد منظمة الصحة العالمية أن 50 مليون شخص يعانون من الخرف في العالم مع 60 إلى 70% من الحالات ناجمة عن مرض الزهايمر. ويميل هذا العدد إلى الارتفاع مع تقدم السكان في السن.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع إجمالي المصابين بالخرف إلى 82 مليونا بحلول 2030 وإلى 152 مليونا بحلول 2050 خصوصا بسبب ارتفاع عدد الحالات في الدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط.
وتفيد المنظمة على موقعها الالكتروني أن الخرف عائد "إلى مجموعات من الأمراض والصدمات" التي تطال الدماغ وهي "تؤثر على الذاكرة والمنطق والإدراك والحساب والقدرة على التعلم والكلام والحكم".
وتتبع الباحثون في الدراسة الجديدة عينة من السويديين في السبعينيات من العمر يعانون من ارتفاع ضغط الدم في الليل مقارنة بالنهار وهي حالة تسمى "الغمس العكسي"، وتمت مقارنة حالاتهم مع اقرانهم من نفس العمر يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء النهار .
ووجد الباحثون أن الغمس العكسي يزيد بشكل رئيسي من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، وفي حين أن سبب ذلك لا يزال غير واضح، يعتبر الباحثون أن ارتفاع ضغط الدم في الليل قد يثبط قدرة الدماغ على التخلص من الفضلات.
ويرجح الخبراء ان تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم في الليل تقلل من خطر إصابة المسنين بمرض الزهايمر.
ووجّه مجموعة من الخبراء تقريرا إلى صناع القرار لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحد من الإصابة بمرض الخرف بنسبة قد تصل إلى النصف.
ويفيد تقرير نشر في مجلة "ذا لانسيت" أن أن حوالي 40% من حالات الخرف يمكن تجنبها أو تأخير ظهورها من خلال تخفيف الكثير من عوامل الخطر مثل استهلاك الكحول المفرط والتدخين والتعرض لكدمات الرأس وتلوث الهواء والبدانة والسكري.
وقال معدو التقرير في توصياتهم إلى أصحاب القرار السياسي ان الحد من استهلاك الكحول ووقف التدخين وخفض مستويات البدانة والسكري أو تخفيف التعرض لتلوث الجو بجنب الأشخاص الإصابة بحالة شديدة جدًا من تأثر العقل بتقدم العمر.