ارتفاع عدد وفيات فاجعة الرضع في تونس

عمادة المحامين بتونس تشرف على تكوين لجنة تضم 6 محامين متطوعين للدفاع عن عائلات الرضع المتوفين في مستشفى وسيلة بورقيبة.

تونس - ارتفعت حصيلة وفيات رضع بمستشفى حكومي بالعاصمة تونس إلى 15، في فاجعة هزت الرأي العام التونسي منذ نهاية الأسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم النيابة العامة في تونس سفيان السليطي، الأربعاء، إن "عدد الرضع الذين توفوا في مستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة بلغ 15".
وأضاف أن النيابة العامة "فتحت 15 قضية للتحقيق في الغرض". مؤكدا أن الأبحاث متواصلة.
كما لفت إلى أنه لم يتم حتى الآن، إيقاف أي مشتبه به في القضية.

وفتحت وزارة الصحة، السبت، تحقيقًا عاجلًا في الحادثة ولفتت أن أبحاث أولية أظهرت أن الوفيات ناتجة عن تعفّنات سارية في الدم تسببت سريعًا في هبوط في الدورة الدموية، دون معرفة سبب تلك التعفنات على الفور.

وأعلن عضو لجنة الدفاع عن عائلات الرضع المتوفين في مركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى وسيلة بورقيبة، كمال بن مسعود، الأربعاء أنه تم فتح 15 تحقيقا بالمحكمة الابتدائية بتونس حول حادثة وفاة الرضع.

يذكر أن عمادة المحامين بتونس تقدمت بفكرة تكوين لجنة تضم 6 محامين متطوعين للدفاع عن عائلات الرضع المتوفين.

وأثارت فاجعة وفاة الرضع حالة استياء كبرى في أوساط التونسيين الذين عبروا عن سخطهم ورفضهم لتدني مستوى الخدمات الصحية في مستشفيات البلاد، التي تواجه صعوبات كبيرة منها تراجع مستوى الخدمات ونقص الأدوية وهجرة الأطباء إلى الخارج.

المحتجون حملوا الحكومة مسؤولية الفاجعة
المحتجون حملوا الحكومة مسؤولية الفاجعة

وتظاهر عشرات النشطاء الاجتماعيين أمام قصر الحكومة بالقصبة الثلاثاء في تونس العاصمة، احتجاجا على وفاة الرضع، محملين الحكومة مسؤولية ذلك.

وقبلها تظاهر مئات التونسيين أمام المسرح البلدي بالعاصمة تونس، الأحد، احتجاجا على المأساة معتبرين  أن "الدولة كلها تتحمل المسؤولية".
ورفع المحتجون شعارات منها "مستشفياتنا مقابر أطفالنا وأحلامنا"، و"حتى الرضع قتلوهم"، و"مستشفيات كردونة" (علب كرتونية).

كما حمل المحتجون علبًا كرتونية متوسطة الحجم مماثلة لتلك التي سلّم فيها مستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة جثامين الرضع إلى ذويهم؛ ما أثار سخط التونسيين.
وقال هشام ماجري، ناشط سياسي وحقوقي "نحن هنا للتعبير عن رفضنا للكارثة التي ارُتكبت في حق الرضع من أبناء الطبقات المهمشة والفقيرة من الشعب التونسي البسطاء".
بدورها، قالت شيماء مثلوثي، وهي ناشطة مدنية "لقد أثرت في الحادثة وأحسست أن ما وقع مس عائلتي كثيرًا، وبكيت بشدة ولا تزال غصة في داخلي".

وخلال مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة، الاثنين، أعلنت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ، ارتفاع وفيات الرضع إلى 12.
واعتبرت الوزيرة أن ما حدث يمثل "فاجعة"، مقرّة بأن قطاع الصحة في البلاد يواجه "أزمة حادة".
وفي 9 مارس/آذار الجاري قدم وزير الصحة التونسي، عبدالرؤوف الشريف، استقالته من منصبه على خلفية الحادثة.

وتعاني المستشفيات التونسية العمومية من نقص فادح في الأدوية نتيجة احتكار بعض المزودين، بالإضافة إلى نقص في عدد أطباء الاختصاص بالجهات الداخلية، حيث شهدت البلاد مغادرة 320 طبيبا مختصا سنة 2018.

وظهرت شبهات فساد إلى العلن داخل قطاع الصحة بتونس في السنوات الأخيرة، حيث رفعت العديد من اللفات المتعلقة بها إلى القضاء، ومن أبرزها كانت ملف "البنج الفاسد" الذي تسبب في وفاة ثلاثة مرضى، وملف صفقة لوالب قلبية اصطناعية غير صالحة للاستخدام.

وتمثل حادثة الوفاة الجماعية أحدث وأخطر كارثة ضمن سلسلة من الأخطاء وحالات الفساد التي تضرب هذا القطاع الحساس.

لم يستطع الوزراء الأربع الذي تم تعيينهم بعد 2011 من فتح ملفات الفساد التي تتعلق بقطاع الصحة.

وقال وزير الصحة الأسبق سعيد العايدي، الاثنين، إنه "توجد إرادة لهدم قطاع الصحة العمومية من قبل بعض اللوبيات مقابل غياب أي إرادة سياسية للإصلاح".

أسبوع حزين يمر به التونسيون على وقع حادثة مستشفى وسيلة بورقيبة
أسبوع حزين في تونس والشارع غاضب على وقع حادثة مستشفى وسيلة بورقيبة