ارتياح إسرائيلي للحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتبر فرض واشنطن الحزمة الثانية من العقوبات على طهران بـ"اليوم التاريخي"، فيما بدا المزاج العام المخيم على إيران خليطا من الكآبة والقلق والتحدي والغضب.

نتنياهو يتوقع تلقي النظام الإيراني ضربة قاسية
إسرائيل ترى أن العقوبات الأميركية ستخنق "الإرهاب" الإيراني
ليبرمان يعتبر العقوبات الأميركية على إيران تغيرا جوهريا في الشرق الأوسط

القدس المحتلة/ طهران - أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين ببدء فرض الرزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران والتي تطاول خصوصا قطاعي النفط والمال، معتبرا أن ما يحصل هو "يوم تاريخي"، فيما بدا المزاج العام المخيم على إيران خليطا من الكآبة والقلق والتحدي والغضب.

وقال نتانياهو أمام نواب حزبه الليكود بحسب بيان لمكتبه "اليوم هو يوم تاريخي، إنه اليوم الذي فرضت فيه الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب عقوبات شديدة جدا على إيران، عقوبات هي الأقسى التي تفرض على إيران منذ بدء الجهود لوقف عدوانها".

وأضاف أن "الموجة الثانية من العقوبات وخصوصا العقوبات المفروضة على نظام المقاصة المصرفي الذي يستخدمه النظام الإيراني، ستوجه ضربة قاسية للنظام الإيراني الإرهابي، إضافة إلى أنها ستخنق الإرهاب الإيراني".

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قال في وقت سابق إن "قرار الرئيس (دونالد) ترامب الجريء هو التغيير الجوهري الذي كان ينتظره الشرق الأوسط".

وتأتي العقوبات الأميركية الأخيرة والتي وصفتها واشنطن بأنها "أقوى عقوبات تفرض حتى الآن" نتيجة قرار مثير للجدل اتّخذه ترامب في مايو/أيار بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران.

وتهدف العقوبات إلى تقليص الصادرات النفطية الإيرانية التي تراجعت منذ مايو/أيار بنحو مليون برميل يوميا وقطع التمويل الدولي عن الجمهورية الإسلامية.

ولطالما عارضت إسرائيل الاتفاق النووي المبرم مع إيران بسبب محدودية نطاقه وإطاره الزمني، معتبرة أن رفع العقوبات سيسمح لإيران بالاستمرار في أنشطتها النووية وتمويل مجموعات مسلحة موالية لها في المنطقة.

لكن طهران أبدت في المقابل مكابرة، مقللة من تأثير الإجراءات العقابية، فيما أكد مسؤول إيراني أن بلاده لن ترضخ للضغوط الأميركية.

 ويرى بعض الإيرانيين أن الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية التي تستهدف قطاع النفط الحيوي كانت واقعا يوميا معاشا حتى قبل دخول الحزمة الثانية حيز التنفيذ الاثنين.

وقال فرزاد المتقاعد البالغ من العمر 65 عاما "لا أحتاج إلى نشرات الأخبار لتعلمني أن العقوبات بدأت. أشعر بها في عظامي".

وقال لدى توجهه إلى سوق تجريش الشعبي في شمال طهران "أي شخص يذهب إلى السوق لشراء حاجياته الأساسية سيشعر بالعقوبات مباشرة".

وتم تطبيق آخر حزمة من العقوبات على إيران الاثنين حيث استهدفت القطاعين النفطي والمالي بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/أيار الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.

وبعد شهور من الاهتزازات الاقتصادية الناجمة عن هذا القرار جزئيا بسبب الضغوط الأميركية، لكن أيضا نتيجة وجود مشكلات قديمة يعاني منها الاقتصاد المحلي والقطاع المصرفي، لم يدب الخوف في نفوس الكثير من الإيرانيين عندما فرضت العقوبات الأخيرة.

وقالت المحاضرة الجامعية المتقاعدة سوغند "لطالما كانت هناك عقوبات منذ قرابة 40 عاما، لا جديد في ذلك".

الايرانيون يشعرون بأثر العقوبات على حياتهم المعيشية
الايرانيون يشعرون بأثر العقوبات على حياتهم المعيشية

وأضافت "أميركا تملك النفوذ لذا فإنها تتنمر على الجميع وليس علينا فقط، إنهم يتنمرون حتى على الأوروبيين".

وقال مهدي ميرزاي "لا دخل لأميركا في ما نقوم به". وتأتي نبرته التي غلب عليها طابع التحدي بالرغم من الصعوبات الشخصية الكبيرة التي يواجهها بعدما أُجبر على إغلاق مشغل الأقمشة الذي يملكه جراء ارتفاع أسعار الصوف.

وقال "أميركا تستهدفنا منذ مئة عام، لكننا لن نصبح خدما لهم"، بينما أكد آخرون أنهم شعروا بأنهم كانوا ساذجين عندما تأملوا بأن عزلة بلدهم الدولية ستنتهي بتوقيع الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى بما فيها الولايات المتحدة عام 2015.

وقالت فيريشته سفرنزهاد وهي مدرسة تبلغ من العمر 43 عاما "عندما تم التوقيع على الاتفاق النووي، فرحنا كثيرا. اعتقدنا أن الأمور ستتغير نحو الأفضل".

وأضافت "لكن مع الأسف، تم التعامل معنا بلا احترام من قبل الحكومتين الأميركية والإيرانية. لم يكن الأميركيون ملتزمين يوما بالاتفاق بينما لم تنفق الحكومة الإيرانية الأموال التي جنتها منه على الشعب".

لكنها أكدت أن الإيرانيين لم ينتظروا حلا سريعا لمشكلات بلدهم الاقتصادية، موضحة "المشكلة هي أن الاقتصاد الإيراني كان مريضا أصلا، فحتى ولو رفعت العقوبات فورا، سيستغرق علاجه سنوات".

وأما بالنسبة لآخرين، فالرهان خاسر بجميع الأحوال. وقال فرزاد "لا يمكنك محاولة إصلاح الأمور عن طريق التجربة والخطأ. الحكومة تحاول على مدى الأعوام الأربعين الماضية وقد فشلت. إنهم بكل بساطة غير قادرين على أداء هذه المهمة. عليهم الاستقالة وإفساح المجال لمن بإمكانهم القيام بها".