ارتياح لعودة علي بشار مع غضب صامت في ألمانيا

برلين تتسلم من العراق قاتل الفتاة الألمانية وسط جدل حول قدرة السلطات على إدارة شؤون المهاجرين في بلد استقبل مليون لاجئ في سنتين.
قائد شرطة ألمانيا زار اربيل لاستعادة القاتل
مسيرات بيضاء في ألمانيا وشكوك حول فاعلية الشرطة
طالب اللجوء السابق يقتل ويغادر ألمانيا قبل اكتشاف الجريمة

فرانكفورت - تسلمت المانيا شابا عراقيا يشتبه بانه قتل فتاة على اراضيها في حادثة اثارت استياء كبيرا في البلاد، مما سيسمح للسلطات بمحاكمته في هذا البلد الذي سيشهد الاحد مسيرات في اطار هذه القضية.
وكانت قوات الامن الكردية في شمال العراق المنطقة التي فر اليها علي بشار (20 عاما) اوقفت الشاب. وقد وصل قبيل الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش الى فرانكفورت على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الالمانية "لوفتهانزا" اقلعت من اربيل بعد ظهر السبت.
ونقل الشاب بعد ذلك بمروحية الى مقر شرطة فيسبادن، على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا، للاستماع لافادته قبل ان يمثل الاحد امام قاض يرجح ان يقرر ابقاءه في التوقيف قيد التحقيق، كما قالت الشرطة في بيان.
واعرب وزير الداخلية الالماني هورست سيهوفر في بيان عن سروره "باعادة المشتبه به الذي يلاحقه القضاء، الى المانيا"، مبديا امله في ان يمثُل "بسرعة" امام القضاء.
وقال سيهوفر في بيانه ان عودته الى المانيا "ليست سوى عزاء صغير لعائلة الفتاة التي نفكر فيها في هذه الاوقات الصعبة. لكن بالنسبة للدولة ولمجتمعنا، من المهم كشف ملابسات هذه الجرائم واحالة المشتبه بهم الى القضاء".
وذكرت صحيفة "بيلد" ان قائد الشرطة الفدرالية الالمانية ديتر رومان الذي تربطه علاقات جيدة بالسلطات العراقية، توجه شخصيا الى اربيل لتسهيل المشاورات واعادة علي بشار بسرعة.

عودته الى المانيا ليست سوى عزاء صغير لعائلة الفتاة التي نفكر فيها في هذه الاوقات الصعبة

وعلي بشار الذي اوقف حوالي الساعة الثانية فجرا في فندق في زاخو، اعترف بسرعة بارتكابه الجريمة.
وقال طارق احمد قائد شرطة دهوك لوكالة الصحافة الفرنسية الاحد ان "الشاب وهو من كردستان اعترف خلال التحقيق معه بعد ايقافه بقتل الفتاة الالمانية" خنقا.
وكان علي بشار وصل الى المانيا في تشرين الاول/اكتوبر 2015 في اوج ازمة المهاجرين. ويشتبه بانه اغتصب وقتل سوزانا فيلدمان (14 عاما) في فيسبادن في غرب المانيا بين 22 و23 ايار/مايو الماضي، حسب الشرطة.
لكن بشار اعطى رواية مختلفة عن الاحداث للمحققين الاكراد، حسبما افاد قائد شرطة دهوك. وقال للمحققين "ان الفتاة كانت صديقته، لكنّ شجارا دار بينهما، وقام بقتلها بعد ان هددته بالاتصال بالشرطة".
وقالت والدته في مقابلة مع شبكة "دويتشه فيله" انه كان تحت تأثير الكحول عندما وقعت الحادثة، الى درجة انه لم يتذكر الوقائع في اليوم التالي.
وغادر الشاب الذي رفض طلب اللجوء الذي تقدم به في كانون الاول/ديسمبر 2016، مع عائلته المانيا في الثاني من حزيران/يونيو بينما لم يكن مشتبها به ولم يكن قد عثر على جثتها.
واثارت ظروف رحيله تساؤلات في المانيا حول فاعلية الشرطة. فالشاب المعروف من قبل اجهزة الشرطة غادر المانيا مع والديه واخوته الخمسة بوثائق مرور صدرت عن السلطات القنصلية العراقية. واعترفت السلطات الالمانية بان الاسماء التي دونت على هذه الوثائق كانت مختلفة عن تلك الواردة على بطاقات السفر.

علي بشار يعترف بقتل الفتاة ذات الـ14 عاما
علي بشار يعترف بقتل الفتاة ذات الـ14 عاما

وتشهد المانيا الاحد مسيرات بيضاء وهو تحرك يقضي بالسير بصمت تعبيرا عن الاحتجاج، غداة تجمعات مماثلة نظمت السبت في البلاد وخصوصا في مدينة ماينز المجاورة لفيسبادن حيث كان الشاب يقيم.
وعلى هامش قمة مجموعة السبع في كندا، دانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "جريمة القتل الدنيئة"، مؤكدة ان "عقوبتها" يجب ان تكون بمستوى خطورتها بعد التحقق من الوقائع.
واضافت ان "الحزن الهائل الذي ضرب العائلة يؤثر على الجميع وعلي ايضا"، مشيدة بتعاون قوات الامن الكردية.
وادت جرائم وجنح ارتكبها اجانب الى جدل حول مدى استعداد المانيا للتحكم باستقبال هذا العدد الكبير من المهاجرين وادارته.
وبعد استقبالها اكثر من مليون لاجىء في 2015 و2016 بقرار من ميركل، اضطرت المانيا تحت ضغط اليمين القومي لتشديد سياسة استقبال طالبي اللجوء.
وتطالب اصوات حتى بين المقربين من ميركل "بتعديل قانون اللجوء".
وقال ناطق باسم الاتحاد الديموقراطي المسيحي ماتياس ميدلبرغ لصحيفة محلية "ليس امرا طبيعيا ان يتمكن طالب لجوء رفض طلبه من تمديد اقامته لاكثر من عام عبر تقديم طعن" في قرار رفضه.