اردوغان يأمل فوز الجمهوريين بالشيوخ الأميركي لتمرير صفقة اف 16

الرئيس التركي يعتبر سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ خطوة هامة لتسهيل شراء المقاتلات رغم ان موافقة الكونغرس على أي صفقة بيع نهائية تبقى ضرورية.
الرئيس التركي قلق من تقارير تشير الى قرب فوز الديمقراطيين بمجلس الشيوخ
فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية لا يخدم مشاريع تركيا

أنقرة - أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت إن مساعي بلاده لاستكمال شراء مقاتلات إف-16 ستكون "أسهل بكثير" إذا ما أصبحت السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي في يد الجمهوريين وذلك وفق ما نقلته عنه وسائل إعلامية تركية.
وطلبت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في أكتوبر/تشرين الأول شراء 40 مقاتلة من طراز إف-16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن ونحو 80 من معدات التحديث لطائراتها الحربية الحالية. وتتواصل المحادثات الفنية بين الجانبين.
ويتعين أن يوافق الكونغرس الأميركي على أي صفقة بيع نهائية، وهو ما يمثل عقبة أمام أنقرة بالنظر لتوتر العلاقات الدبلوماسية وتشكيك بعض المشرعين الأميركيين في بعض الأحيان.وتشير تقارير ان الجمهوريين حققوا تقدما بسيطا في مجلس النواب في مواجهة الديمقراطيين. 
ووفقا لوكالة "الأناضول" التركية للأنباء ووسائل إعلام أخرى، فقد عبر أردوغان لصحفيين على متن رحلة من أوزبكستان عن أمله أن يكون الشهر القادم "حافلا ببعض الأخبار الجيدة وأن نتقدم في اتجاه إيجابي للغاية بشأن قضية إف-16".
وأضاف "إذا حصل الجمهوريون على المقاعد القليلة التي يحتاجونها في مجلس الشيوخ، فإن الأمور ستكون أسهل بكثير بالنسبة لنا". لكن كثيرا من المعطيات تشير الى اقتراب سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ.
وأدى فوز المرشح الديمقراطي المخضرم مارك كيلي الجمعة في ولاية أريزونا إلى جعل الديمقراطيين على بُعد مقعد واحد من السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي بعد الانتخابات التي جرت الثلاثاء، ولا يزال من المنتظر حسم انتخابات ولايتين أخريين.
ورغم أن لبيع مقاتلات إف-16 لتركيا مؤيديه ومعارضيه في كلا الحزبين، فإن السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يمكن أن يعرقل الصفقة في ظل انتقاداته المتكررة لسجل تركيا في مجال حقوق الإنسان تحت حكم أردوغان.
وسبق أن قال أردوغان في سبتمبر/أيلول إنه تلقى ردود فعل "إيجابية" من عضوين بمجلس الشيوخ الأميركي التقيا بهما في نيويورك بشأن دعمهما المحتمل لبيع طائرات إف-16. وصرح متحدث باسم أردوغان مؤخرا بأن عملية الشراء قد تكتمل بحلول مطلع العام المقبل.
وساد الفتور تجاه تركيا في الكونغرس الأميركي على مدى السنوات القليلة الماضية بعد أن حصلت أنقرة على أنظمة الصواريخ دفاعية روسية الصنع " اس 400"، مما أدى إلى فرض عقوبات أميركية واستبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35.
وسعت إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترامب الجمهورية للضغط على تركيا وفرض عقوبات على صناعاتها العسكرية بسبب إصرار أنقرة على تمرير صفقة الصواريخ الروسية لكن في المقابل اعتبرت العلاقات بين ترامب واردوغان جيدة ومنح الرئيس الأميركي السابق الضوء الأخضر للأتراك ليخترقوا عددا من الساحات في المنطقة خاصة الليبية والسورية.
وتأمل تركيا ان تتم الموافقة على صفقة مقاتلات اف-16 خلال أشهر حيث قال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إن عملية الموافقة على بيع الطائرات تسير على ما يرام وقد تكتمل في غضون شهرين.
وصعود الجمهوريين يخدم تلك الجهود خاصة وان العلاقة بين الرئيس التركي ونظيره الاميركي الحالي جو بايدن متوترة حيث مارست الادارة الحالية الكثير من الضغوط على انقرة فيما يتعلق بالعديد من الملفات خاصة حقوق الانسان والعلاقة مع روسيا.
وبعد الاجتياح الروسي لاوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي خفت تلك الانتقادات فالادارة الديمقراطية شعرت بقلق من حصول مزيد من التقارب التركي الروسي على حساب المصالح الغربية وللإبقاء على أنقرة كوسيط.