اردوغان يؤكد مقتل زعيم داعش في إعلان أقرب للدعاية الانتخابية
أنقرة - قالت مصادر أمنية تركية اليوم الاثنين إن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبوالحسين القرشي الذي حيدته الاستخبارات التركية في سوريا بعملية استغرقت 4 ساعات، فجر بنفسه حزاما ناسفا خشية القبض عليه.
وأفادت المصادر بأن الاستخبارات التركية توصلت لمعلومات تفيد بأن القرشي يتواجد في منطقة جنديرس التابعة لعفرين شمالي سوريا، وأنه سيغير مقر إقامته قريبا.
وأشارت أن فريقا خاصا من الاستخبارات التركية نفذ عملية سرية في 29 أبريل/نيسان 2023 على المنزل الذي كان يتواجد فيه القرشي.
وأوضحت أن المنزل كان يضم مخبأ مموها تحت الأرض وأنه تم توجيه نداء للقرشي لتسليم نفسه، لكن لم يتم تلقي أي رد ولفتت أن فريق العملية الخاص قام على إثر ذلك بتفجير جدران حديقة المنزل ثم فجر الأبواب الخلفية والجدران الجانبية ودخل البناء.
وذكرت أن الإرهابي أبو الحسين القرشي فجر بنفسه حزاما ناسفا كان يرتديه بعدما أدرك أنه سُيلقى القبض عليه.
ونوهت المصادر إلى عدم تضرر أي من عناصر الفريق الخاص أو المدنيين خلال العملية التي استغرقت 4 ساعات.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال يوم الأحد إن قوات تركية قتلت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوالحسين القرشي في سوريا وذلك قبل فترة وجيزة من بدا لانتخابات التركية ما يعتبره البعض نصرا سيستغله الرئيس التركي في حال تأكد داخليا وخارجيا وذلك على الطريقة الاميركية.
وقال أردوغان في مقابلة مع محطة تي.آر.تي التلفزيونية التركية "تم تحييد هذا الشخص في إطار عملية نفذتها المخابرات الوطنية التركية في سوريا أمس".
وأضاف أن المخابرات كانت تتابعه منذ فترة طويلة.
وقالت مصادر محلية وأمنية سورية إن الغارة وقعت في بلدة جنديرس بشمال سوريا التي تسيطر عليها فصائل معارضة مدعومة من تركيا وكانت من أكثر المناطق تضررا في زلزال السادس من فبراير/شباط الذي ضرب تركيا وسوريا.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الوطني السوري، وهو من الفصائل المعارضة وله وجود أمني في المنطقة لكن الإعلان يأتي قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية في 14 مايو/أيار حيث يرى البعض انها عملية لإعادة الشعبية للرئيس التركي في مواجهة خطاب معارضيه الذين اتهموا سياساته بأنها كانت وراء تعزيز خطر الإرهاب في المنطقة.
وكان اردوغان خسر كثيرا من شعبيته مؤخرا خاصة بعد فشل الحكومة في مواجهة الزلزال المدمر والازمة الاقتصادية المستفحلة فيما يمثل دعم المعارضة لمرشح موحد هو كمال كيلتشدار أوغلو (74 عاما) تحديا امام حزب العدالة والتنمية.
ويبدو ان اردوغان يعيد سياسة الادارات الاميركية التي استغلت حوادث قتل زعماء سابقين لداعش والقاعدة خاصة اسامة بن لادن وذلك في الدعاية الانتخابية حيث دائما ما تعان الادارات الاميركية تمكنها من قتل قادة بارزين في الارهاب قبل كل استحقاق انتخابي لدعم شعبيتها وتحيقها انجازا.
كما ان الإعلان يهدف لإقناع الغرب بدور تركيا في مقاومة الإرهاب بعد ان اتهمت استخباراتها مرارا بربط علاقات مع داعش قبل انهياره.
ومؤخرا أعلنت السلطات التركية مرارا القبض على عناصر من داعش داخل تركيا سواء كانوا من الجنسية التركية او الاجنبية.
وقال أحد السكان إن اشتباكات بدأت على أطراف جنديرس الليلة الماضية، واستمرت لنحو ساعة قبل أن يسمع السكان انفجارا كبيرا.
وطوقت قوات أمنية المنطقة فيما بعد لمنع أي شخص من الاقتراب منها.
وكان القرشي قد اختير زعيما للتنظيم في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بعد مقتل زعيم التنظيم السابق في عملية بجنوب سوريا.
وسيطر التنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014 وأعلن زعيمه في ذلك الوقت أبوبكر البغدادي خلافة إسلامية على الأراضي التي يقطنها ملايين.
لكن التنظيم فقد سيطرته على المنطقة بعد حملات شنتها قوات مدعومة من الولايات المتحدة في سوريا والعراق، وكذلك قوات السورية المدعومة من إيران وروسيا وفصائل شبه عسكرية مختلفة.
واختبأ الآلاف المتبقون من مقاتليه في السنوات الأخيرة بمناطق نائية في كلا البلدين، غير أنهم ما زالوا قادرين على تنفيذ هجمات كر وفر كبيرة.
ولا يزال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى جانب تحالف يقوده الأكراد، والمعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية، يشنان غارات ضد عناصر التنظيم في سوريا.
وفي بعض الحالات، تم استهداف شخصيات بارزة في التنظيم بينما كانت تختبئ في مناطق تتمتع فيها تركيا بنفوذ كبير.