اردوغان يزور الإمارات بعد طي صفحة التوتر

الزيارة الأولى من نوعها منذ تسع سنوات تستهدف تعزيز التقارب مع الإمارات والمضي قدما في التعاون الاقتصادي.
الامارات الشريك التجاري الأكبر لتركيا في الخليج

دبي - يصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الإمارات الاثنين في أول زيارة من نوعها منذ نحو تسع سنوات، بعد عودة الدفء للعلاقات بين القوتين الاقليميتين اللتين وقفتا على النقيض في العديد من ملفات المنطقة.
وتأتي زيارة إردوغان التي تستمر يومين بينما تشهد تركيا مصاعب اقتصادية كبرى وتبحث عن استثمارات أجنبية جديدة.
وشهدت العلاقات بين البلدين توترا بعد المقاطعة التي فرضتها السعودية ودول أخرى بينها الامارات على قطر، أقرب حلفاء انقرة، واستمرت من منتصف عام 2017 حتى أوائل العام الماضي.
كما دعمت الإمارات وتركيا أطرافا متنازعين في الحرب في ليبيا، واختلفتا في شأن مسألة التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. وقدّمت تركيا الدعم كذلك لأعضاء في جماعات اسلامية بينها "الاخوان المسلمين" المصنّفة تنظيما إرهابيا في الإمارات والخليج.
لكن العلاقات عادت للتحسن مع زيارة قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هي الاولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ 2012.
وكتب إردوغان في مقال نشرته صحيفة "خليج تايمز" الإماراتية قبيل وصوله ان "تركيا والإمارات يمكن أن يسهما معًا في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي"، مضيفا "سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي".
وتجري الزيارة وهي الاولى لإردوغان منذ شباط/فبراير 2013 حين كان رئيسا للوزراء، بينما تعمل الإمارات الطامحة الى لعب دور دبلوماسي كبير، على إصلاح علاقاتها مع جاراتها وخصوصا قطر وإيران.
وقال إردوغان "نحن لا نفصل بين أمن واستقرار دولة الإمارات وإخواننا الآخرين في منطقة الخليج، وأمن واستقرار بلدنا. نحن نؤمن بشدة بأهمية تعميق تعاوننا في هذا السياق في المستقبل".
من المقرر أن تستقبل الإمارات ضيفها بحفاوة عبر عرض مرئي على واجهة برج خليفة، أطول مباني العالم، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي.
وكتب المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي انور قرقاش على تويتر عشية وصول إردوغان ان الزيارة "تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين".
وخلال زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد لتركيا، جرى تأسيس صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، وذلك غداة تسجيل الليرة التركية انخفاضا كبيرا أمام الدولار.
ويرغب إردوغان في جذب استثمارات جديدة لبلاده التي تعاني من مستوى تضخم قياسي هو الأعلى منذ 2002. ومن المرجح ان يزور السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي، هذا الشهر للمرة الاولى منذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2018.
وبلغت قيمة التجارة بين تركيا والإمارات في النصف الأول من عام 2021 أكثر من سبعة مليارات دولار، بنمو بلغ 100 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، بحسب إحصائيات إماراتية رسمية.
وتأتي تركيا في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثّل الدولة الخليجية الثرية الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميا والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.
وثمة ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في هذا البلد إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.
ومن المتوقع ان يجري إردوغان محادثات مع المسؤولين الإماراتيين الاثنين قبل ان يزور جناح تركيا في معرض إكسبو دبي الثلاثاء.
وقال في مقاله إنه بالإضافة إلى الطاقة والصحة والزراعة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتمويل والسياحة، "نهدف إلى تعزيز التعاون بين تركيا والإمارات بشأن تغير المناخ والأمن المائي والغذائي أيضًا".
وتابع "أعتقد أن كلا الجانبين حريص على تحديد أهداف جديدة لمزيد من الاستثمار والتعاون".