اردوغان يشترط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لضم السويد إلى الناتو

موقف الرئيس التركي يكشف حجم الابتزاز الذي تمارسه تركيا في مواجهة الغرب باستغلال مخاوف دول أوروبية من النفوذ الروسي.
فيدان بحث مع بلينكن ملف توسيع الحلف الاطلسي
امين عام الناتو يؤكد انه يؤيد ضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي
المانيا ترفض ربط اردوغان بين الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وضم السويد الى الناتو
واشنطن تعلن دعمها مساعي أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

أنقرة - أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين أنّه سيدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي بشرط أن يعيد الاتّحاد الأوروبي إطلاق مفاوضات انضمام بلاده للتكتّل في موقف يهدف لإرباك الناتو في خضم ضغوط وتهديدات تعيشها دول قريبة من روسيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية كما يكشف حجم الابتزاز الذي تمارسه أنقرة في مواجهة الغرب.
وقال إردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون قبيل مغادرته للمشاركة في قمة الحلف في ليتوانيا "أولاً، افتحوا الطريق أمام عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي ثم نفتحه أمام السويد، تماماً كما فتحنا الطريق أمام فنلندا".
ونظم هذا الاجتماع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الذي يأمل بأن يُرفَع خلاله فيتو تفرضه أنقرة على انضمام ستوكهولم إلى الحلف الأطلسي منذ أيار/مايو 2022.
وأضاف الرئيس التركي "هذا ما قلته" للرئيس الأميركي جو بايدن، عندما تحدث الرئيسان هاتفيا الأحد.
وقدمت تركيا ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية، سلف الاتحاد الأوروبي، في 1987.
ونالت وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999 وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 على خلفية مخاوف أوروبية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.
وقال إردوغان "أود التأكيد على حقيقة واحدة. تركيا تنتظر أمام بوابة الاتحاد الأوروبي منذ خمسين عاما".
وأضاف أن "جميع أعضاء الحلف الأطلسي تقريبا أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأنا الآن أخاطب تلك الدول التي تجعل تركيا تنتظر منذ أكثر من 50 عاما، وسأخاطبهم مجددا في فيلنيوس".

بدوره قال ستولتنبرغ اليوم الاثنين إن انضمام السويد إلى الحلف خلال قمة هذا الأسبوع لا يزال ممكنا رغم استمرار تحفظات تركيا.

وردا على سؤال عن ربط أردوغان انضمام السويد للحلف بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال ستولتنبرغ إنه يؤيد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه في حدود علمه فإن السويد قد استوفت بالفعل الشروط اللازمة للانضمام إلى الحلف المكون من 31 عضوا.

وأضاف في مؤتمر صحفي "لا يزال من الممكن التوصل لقرار إيجابي في فيلنيوس بشأن انضمام السويد".

من جانبه اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين أنّ "لا علاقة" لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بمسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي"

وقال خلال مؤتمر صحافي في برلين "يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين"، معتبراً أنّه "لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي" والذي يعرقله الرئيس التركي منذ أشهر.

من جانب آخر أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة "كانت ولا تزال تدعم مساعي وتطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" وذلك في معرض رد مكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض على شرط اردوغان.
وجاء في الرد المكتوب أن الولايات المتحدة "دعمت دائمًا تطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وما زالت على موقفها".
وأكد أن "مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي تخص الطرفين"، مشدداً على أن "نقطة تركيزنا حالياً هي السويد المستعدة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وافادت وزارة الخارجية التركية اليوم الاثنين إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن بحثا توسع حلف شمال الأطلسي خلال اتصال هاتفي قبل قمة الحلف في ليتوانيا.
وكان البيت الأبيض قال أمس الأحد إن الرئيس بايدن عبر خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في أن تنضم السويد إلى الحلف "في أقرب وقت ممكن".
ويسعى امين عام حلف الناتو إلى أن تُظهر الدول الـ31 الأعضاء في الحلف جبهة موحدة ضد روسيا، وقال الخميس إن "من الممكن تماما" الحصول في ليتوانيا على "قرار إيجابي" من تركيا لناحية انضمام ستوكهولم.

ادوغان اعلم بايدن بشرط تركيا لضم السويد الى الناتو
ادوغان اعلم بايدن بشرط تركيا لضم السويد الى الناتو

من جهته وعد اردوغان الجمعة باتخاذ "القرار الأفضل، أيا يكُن"، في إشارة إلى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
وينتقد اردوغان السلطات السويدية لتساهلها المزعوم مع المسلحين الأكراد الذين لجأوا إلى أراضيها ويدعو إلى تسليم العشرات منهم.
وقد عبّر الرئيس التركي مجددا عن تحفظاته. وتساءل "كيف يمكن لدولة لا تنأى بنفسها عن المنظمات الإرهابية أن تساهم في الناتو؟". وهو كان انتقد السويد مرارا الشهر الماضي بسبب سماحها بحرق نسخة من المصحف.
وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا بعد على عضوية السويد، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدولة الاسكندنافية، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
والأسبوع الماضي، حكمت السويد على مواطن تركي من أصل كردي بالسجن لأربع سنوات ونصف بتهمة "الابتزاز" و "محاولة تمويل الإرهاب" لصالح حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، ما يشكل سابقة في الدولة الاسكندنافية.
ويرى محللون أن أحد مفاتيح الملف يكمن في واشنطن، حيث استقبل بايدن الأربعاء رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، مشيرين إلى أن الموافقة التركية مرتبطة بتسليم انقرة مقاتلات اف-16 الأميركية، وهذا ما تنفيه تركيا.
لكن الرئاسة التركية اوضحت مساء الأحد أن الرئيسين أردوغان وبايدن أجريا خلال النهار محادثة هاتفية تطرّقا خلالها خصوصا إلى انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي وتسليم تركيا مقاتلات اف-16، واعلنت أن الزعيمين سيلتقيان على هامش قمة الحلف التي تستضيفها فيلنيوس.
والجمعة، أعرب البيت الأبيض عن قناعته بأن انضمام السويد الى حلف شمال الأطلسي سيتم في "مستقبل غير بعيد"، مشيراً إلى أنه "من الممكن" أن ترفع أنقرة وبودابست تحفظاتهما خلال قمة الحلف.
يرى بعض المراقبين أن أردوغان الذي كان يعرقل الانضمام منذ 14 شهراً، لا يمكنه المخاطرة بتأجيج التوترات من جديد مع الغرب.
وفي اسطنبول، لدى استقباله الجمعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تسعى بلاده للانضمام إلى الحلف، اعتبر أردوغان أن كييف "تستحق" ذلك.
وكان زيلينسكي قد انتقد لتوه الافتقار إلى وحدة الموقف داخل التحالف بشأن انضمام السويد وأوكرانيا.
وأكد أنّ روسيا تُعوّل على "ضعف الحلف وانقسامه" وهو ما "لا يمكن السماح به".