اردوغان يشهر ورقة اللاجئين للابتزاز في محادثات شرق المتوسط

الرئيس التركي يلوح باستخدام ملف اللاجئين من أجل إتمام مفاوضاته مع اليونان والاتحاد الأوروبي بشأن مسألة التنقيب في مياه شرق المتوسط.
اردوغان يبتز أوروبا بملف اللاجئين لدفع الضغوط عن بلاده
اردوغان يدعو اليونان إلى عدم "إهدار" فرصة الحوار

أنقرة – أظهر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء خلال حوار عبر الفيديو مع رئيس المفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لايين بشأن التوتر في مياه شرق المتوسط، أسلوبا ابتزازيا بالحديث عن ملف اللاجئين ملوحا باستخدامه من أجل إتمام المفاوضات مع اليونان والاتحاد الأوروبي بشأن مسألة التنقيب في المنطقة المتنازع عليها.

ووجه اردوغان الذي يستقبل بلده نحو أربعة ملايين لاجئ، من السوريين أساسا، دعوة لأوروبا إلى تقاسم "الأعباء والمسؤوليات بشكل منصف" في ما يخص المهاجرين.

وتأتي دعوة اردوغان في وقت تواجه فيه تركيا ضغوطا أوروبية يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لكبح انتهاكاتها في مياه شرق المتوسط، فيما يحاول الرئيس التركي لي ذراع أوروبا مستغلا ملف اللاجئين الذي طالما استخدمه في ابتزاز أوروبا.

ودعا الرئيس التركي الأربعاء اليونان إلى أن لا "تهدر مرة جديدة" فرصة الحوار، مع انحياز البلدين للتهدئة في الأزمة بينهما شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأعرب الرئيس التركي خلال الحوار مع فون دير لايين عن أمله في ألاّ "تهدر اليونان مرة جديدة الفرصة التي منحت للدبلوماسية"، وفق ما أفادت الرئاسة التركية.

وأعلنت أنقرة وأثينا الثلاثاء استئناف المفاوضات الثنائية قريبا عقب أسابيع من التوتر في شرق المتوسط حيث يتنازع البلدان حول مناطق يحتمل أن تكون ثرية بالموارد الغازية.

واعتبر الرئيس التركي أن مطالب اليونان وقبرص "المتشددة" ووجود "رغبة في تجاهل حقوق تركيا والقبارصة الأتراك" تمثل أصل الأزمة في المتوسط.

وتحدث الرئيس التركي أيضا عن الشكاوى التي تخص "الإعادة القسرية" لطالبي اللجوء من طرف اليونان وضرورة تحقيق الاتحاد الأوروبي في هذه المزاعم، وفق الرئاسة التركية.

من جهتها اعتبرت أوسولا فون دار لايين في تغريدة على موقع تويتر أن حديثها مع الرئيس التركي حول "التطورات في شرق المتوسط والهجرة" كانت "مفيدة جدا".

ويرى مراقبون أن تصريحات اردوغان التي بدت عقب الضغوط الأوربية أكثر هدوء في الأيام القليلة الماضية، بعيدة كل البعد عن الواقع في وقت تخطط فيه تركيا لتوسيع عمليات التنقيب في مياه لم يتم حل النزاع القائم بشأنها مع اليونان.

وبدت تصريحات اردوغان المهادنة، أقل حدة لمغازلة الدول الأوروبية قبل القمة المرتقبة والتي من المرجح أن تنبثق عنها عقوبات على تركيا لردع سلوكها الاستفزازي في منطقة المتوسط وكبح أنشتطها غير القانونية في المياه المتنازع عليها مع اليونان.

وعقدت آخر جولة "مفاوضات استكشافية" تهدف إلى حلّ الخلافات بين أنقرة وأثينا عام 2016.

وأبدت فرنسا بوضوح دعمها لليونان بنشرها سفنا حربية وطائرات مقاتلة في المنطقة في مبادرة شجبها بقوة الرئيس التركي المستاء أساسا من فرنسا.

وتفاقم التوتر بين أنقرة وأثينا نهاية أغسطس/آب الماضي، حين أجرى البلدان مناورات عسكرية.

والأزمة على جدول أعمال قمة أوروبية جرى تأجيلها إلى بداية أكتوبر/تشرين الأول، ولوحت عدة دول أبرزها فرنسا التي انحازت إلى اليونان في هذه الأزمة بفرض عقوبات على تركيا قبل التهدئة التي بدأت الثلاثاء.