اردوغان يفاقم متاعب تركيا باصطفافه مع إيران

الرئيس التركي يخاطر بعلاقة بلاده مع دول المنطقة خاصة السعودية وذلك بالاصرار على شراء الغاز والنفط الايراني في انتهاك للعقوبات الاميركية ما يضع أنقرة تحت طائلة الاجراءات العقابية.
طيب اردوغان يريد تطوير العلاقات التجارية مع ايران
سياسة تركيا الخارجية تتناقض مع التوجهات الدولية

نيويورك - يواصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سياساته الخارجية المتخبطة وذلك بدعم علاقات بلاده مع ايران التي تعيش على وقع أزمة خانقة بسبب إصرارها على توتير الاوضاع في المنطقة.
ورغم التوجس الدولي المتنامي من إيران بسبب سياساتها الصدامية وتهديدها للأوضاع في المنطقة من خلال تورطها في استهداف ناقلات النفط في الخليج او مهاجمة المنشئات النفطية في المملكة العربية السعودية تتخذ تركيا اتجاها مغايرا تماما.
وفي هذا الإطار تعهد اردوغان في تصريحات نشرت الجمعة باستمرار بلاده في شراء النفط والغاز الايراني رغم العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.
وتاتي تصريحات الرئيس التركي كتحدي واضح للقرار الأميركي الذي صدر في ابريل/نيسان بوقف إعفاء 8 دول من بينها تركيا من الحصار المفروض على شراء النفط والغاز الايراني والتهديد بفرض عقوبات على الدول المخالفة.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية تعهدت بتصفير صادرات النفط الايرانية وذلك في اطار تشديد العقوبات على ايران بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي لسنة 2015.
وقال اردوغان في تصريح قبل مغادرته نيويورك اثر انتهاء انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة "انه من المستحيل وقف شراء الغاز والنفط الايراني مشيرا الى ان بلاده واجهت مشاكل في هذا الاطار بسبب انسحاب القطاع الخاص المتخوف من العقوبات الأميركية".
وشدد اردوغان على مواصلة تطوير العلاقات مع ايران في مختلف المجالات خاصة المجال التجاري مشيرا للملفات التي تجمع البلدين في المنطقة.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يستقبل وزير الخارجية الايراني جواد ظريف
الرئيس التركي يضع كل بيضه في السلة الايرانية

وبهذا التصريح يضع اردوغان كل بيضه في السلة الإيرانية بعد ان تحدثت عديد التقارير عن محاولة تركية للتقارب مع المملكة العربية السعودية والتخفيف من حدة التوتر بين البلدين.
ويبدو ان البوصلة التركية اخطات أهدافها ككل مرة بسبب المواقف المتضاربة للرئيس التركي حيث انتقد اردوغان في حوار مع شبكة فوكس نيوز الأميركية تشديد العقوبات على ايران معتبرا انها غير مجدية.
وواصل اردوغان التقرب من إيران واستفزاز السعودية برفض تحميل طهران مسؤولية الهجمات التي استهدفت منشأتين نفطيتين سعوديتين تابعتين لشركة "أرامكو".
وفضحت تصريحات اردوغان المناورة التركية بخصوص تحسين العلاقات مع الرياض حيث قال وزير الزراعة والغابات التركي بكر باك دميرلي، الإثنين، إن بلاده تشارك السعودية في رؤيتها 2030، وأعرب عن استعدادها لدعم المملكة في تحقيق هذه الرؤية.
وفي محاولة لدغدغة مشاعر السعوديين والالتفاف على الأزمات التي خلفتها السياسات التركية في المنطقة والتي اضرت بالمصالح السعودية وبالعلاقة بين البلدين قال الوزير التركي "أن تركيا والسعودية لديهما روابط ثقافية وإنسانية قوية، وتتطور على أساس المصالح والاحترام المتبادلين".
لكن تلك التصريحات تتناقض مع خطاب اردوغان الذي يسعى على مايبدو للتنفيس على أزمته الداخلية بالتقارب مع النظام الإيراني.