اردوغان يلغم المفاوضات مع بروكسل بالاشتراطات

الرئيس التركي يطلب من حلف شمال الاطلسي دعما ملموسا للخروج من ورطة ادلب داعيا اياه الى عدم طرح شروط سياسية معولا بذلك على ورقة اللاجئين.

بروكسال - طالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حلف شمال الاطلسي بان يقدم "دعما ملموسا" في النزاع في سوريا، وذلك خلال زيارته لبروكسل الاثنين.
وقال اردوغان اثر لقائه الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ "ننتظر دعما ملموسا من جانب جميع حلفائنا".
وتأتي زيارة اردوغان لعاصمة الاتحاد الاوروبي بعد قراره بفتح حدود تركيا امام عبور المهاجرين واللاجئين الموجودين ضمن اراضيها، وذلك لاجبار الدول الاوروبية على "تقديم دعمها للحلول السياسية والانسانية التركية في تركيا".
وقال اردوغان ايضا "على حلفائنا ان يظهروا تضامنهم مع بلادنا من دون تمييز ومن دون طرح شروط سياسية". مضيفا "من الاهمية بمكان ان يتم تقديم الدعم الذي نطلبه من دون مزيد من التأخير".
وانتقد اليونان لتحميلها تركيا مسؤولية الازمة الاخيرة للمهاجرين. قائلا"من غير المنطقي ان تلقي دولة حليفة وجارة المسؤولية على تركيا".
ويسعى اردوغان لإيجاد مخرج للمازق الذي وضع نفسه فيه بالتدخل في الشان السوري وإرسال جنود أتراك لدعم فصائل موالية لانقرة ومتهمة بالتشدد.

ويرى الرئيس التركي في حلف الناتو وسيلة للتصدي لتصاعد النفوذ الروسي وتثبيت التواجد التركي لكن الحلف لن يقدم الكثير لانقرة خاصة وان تقاليده ترفض الدخول في صراعات مع موسكو.
وكان حلف شمال الأطلسي عبر عن تضامنه مع أنقرة ودعمه لها بعد مقتل 33 جنديا تركيا في هجوم للقوات السورية اواخر الشهر الماضي، لكن دون أن يقدّم تعهّدات بأي إجراءات جديدة ملموسة للدفاع عن القوات التركية.

الناتو لم يكن راضيا على التقارب الروسي التركي السنوات الاخيرة
الناتو لم يكن راضيا على التقارب الروسي التركي السنوات الاخيرة

وعقد مجلس الحلف حينها محادثات طارئة بطلب من تركيا بعدما تسببت غارة جوية في إدلب نُسبت إلى دمشق برفع منسوب التوتر.
ودعا حلف شمال الأطلسي إلى الاجتماع حينها بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف الذي يتيح لأي دولة عضو طلب عقد محادثات إذا اعتقدت بوجود تهديد لـ"وحدة وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي أو أمنها".
والمادة منفصلة عن المادة الخامسة المرتبطة بميثاق الدفاع المتبادل عن النفس التي تتحدّث عن الهجوم على أراضي أي بلد عضو.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تعليقا على الهجوم  إن الحلفاء وافقوا على المحافظة على الإجراءات القائمة حاليا لتعزيز قدرات تركيا الدفاعية الجوية، لكنه لم يلمّح إلى أي خطوات جديدة تتجاوز التعهّد بشكل عام بالبحث في ما يمكن القيام به أكثر من ذلك.
وبعد حصول الاتفاق الروسي التركي حول ادلب لا يعتقد ان دعم الناتو سيتجاوز مجرد التصريحات خاصة وان تركيا اختارت السنوات الأخيرة التقارب مع موسكو على حساب الحلف وعمدت الى شراء منظومة صواريخ اس_400.
وادى إصرار تركيا عى استلام منظومة الدفاع الروسية الى تدهور علاقات تركيا ليس فقط مع واشنطن ولكن مع اغلب أعضاء الحلف.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اعلنت إخراج تركيا من برنامج إنتاج مقاتلات "إف-35"، بسبب شرائها "إس-400" الروسية.