ازدحام شديد في مطار مصراتة مع تجدد الاقتتال في طرابلس

مسافرون ينتظرون في صفوف طويلة بمطار مصراته بعد إغلاق مطار طرابلس بسبب التناحر المستمر بين جماعات مسلحة في مشهد يسلط الضوء على عجز حكومة الوفاق وقلة حيلتها إزاء انفلات السلاح والصراع على النفوذ.

حكومة السراج لا تملك سلطة وقف الاقتتال
تعليق الرحلات في مطار طرابلس الدولي
لا خيارات أمام المسافرين إلا مطار مصراتة الصغير

مصراتة (ليبيا) - تجددت اليوم الجمعة الاشتباكات في جنوب العاصمة الليبية طرابلس رغم اتفاق هدنة هشّة رعته الأمم المتحدة، فيما تسبب استمرار الاقتتال بين جماعات مسلحة في تعليق الرحلات من مطار طرابلس الدولي، وتم تحويل الرحلات إلى مطار صغير في مصراتة لا يبدو قادرا على استيعاب وتأمين كل الرحلات وسط معاناة شديدة للمسافرين العالقين في مصراتة بعد رحلة عناء للوصول إلى المدينة في شمال غرب ليبيا على ساحل البحر المتوسط.

وتمتد الصفوف لمسافات طويلة خارج قاعة المغادرة وحتى مرآب السيارات في مطار مصراتة الليبي الصغير بعد أن أصبح آخر بوابة للخروج من البلاد والقدوم إليها إثر تسبب القتال في إغلاق آخر مطار عامل في العاصمة طرابلس.

وحتى من يقفون في الصف الطويل بأمتعتهم قد يكونون محظوظين لأن هناك من يجلس على الرصيف في انتظار فرصته للوقوف في الصف في حين استلقى أحدهم، متوسدا حقيبته على السير المتوقف الذي يستخدم لنقل الأمتعة.

وكان مطار مصراتة في شمال غرب ليبيا على ساحل البحر المتوسط يتعامل مع ثلاث أو أربع رحلات يوميا حتى الشهر الماضي.

وكانت جماعات مسلحة تتقاتل من أجل السيطرة على المناطق وزيادة النفوذ على بعد مئتي كيلومتر إلى الغرب، قد أطلقت صواريخ صوب المطار الرئيسي في طرابلس في أحدث اشتباكات تشهدها البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.

ويقول مسؤولون إن ذلك تسبب في تحويل الرحلات إلى مطار مصراتة ومنذ ذلك الحين تكدس ما يصل إلى ستة آلاف مسافر في صالته الصغيرة لتقلهم عشرات الرحلات يوميا.

وقال سليمان الجهيمي المتحدث باسم المطار "مطار مصراتة طبعا غير قادر على استيعاب هذا العدد من الرحلات".

وفي قسم آخر من المبنى ينتظر عشرات المهاجرين من دول افريقية أخرى لطائرات تابعة للأمم المتحدة لتقلهم لأوطانهم بعد أن أوقفوا في ليبيا لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا.

وفي موقع آخر من المطار ينتظر رجال أعمال بجوار عائلات عالقة ومسنين على كراس متحركة إذ أن المدينة لا تضم إلا عددا محدودا من الغرف الفندقية فيما تتعرض الرحلات الجوية بشكل متكرر للتأخير أو الإلغاء مما يضطر الكثيرين للانتظار لسبع ساعات أو أكثر.

وبخلاف مصراتة فالخيارات المتاحة هي مطار صغير للغاية في مدينة زوارة في غرب البلاد بمحاذاة الحدود مع تونس ويستخدمه الدبلوماسيون في بعض الأحيان كما هناك أيضا مطارات أقل ازدحاما في شرق ليبيا تديرها الحكومة المؤقتة منافسة لتلك التي تدعمها الأمم المتحدة في الغرب.

وتلك المطارات تقع على مسافات غير بعيدة من بعضها البعض على الساحل الليبي بعيدا عن الصحراء في جنوب البلاد التي تشهد هي الأخرى فوضى ومعارك بين القبائل وبين جماعات مسلحة أخرى مما أدى لإغلاق المطار في مدينة سبها الرئيسية في تلك المنطقة في يناير/كانون الثاني 2014.

وقال بشير حسن بعد إجهاد الرحلة الطويلة للوصول إلى مصراتة "عندنا مأساة في الطريق... في المواصلات وفي الطيران... طبعا مفيش طيران في الجنوب لا لمصراتة ولا لطرابلس" في إشارة إلى أنه اضطر للقيادة طوال الطريق، مضيفا "عانيت معاناة شديدة جدا".

التناحر بين الميليشيات المسلحة يعزل مطار طرابلس الدولي
التناحر بين الميليشيات المسلحة يعزل مطار طرابلس الدولي

وشارك في الاشتباكات التي تجددت بعد ظهر الجمعة قوات اللواء السابع القادمة من مدينة ترهونة والمعروفة باسم "الكانيات" وقوات لواء الصمود التي يقودها صلاح بادي القادمة من مصراتة من جهة، وتشكيلات مسلحة تتبع حكومة الوفاق الوطني في طرابلس أبرزها كتائب ثوار طرابلس وغنيوة والنواصي وقوة الردع الخاصة.

وتبادلت الأطراف الاتهامات حول المسؤول عن خرق الهدنة، فيما تدور الاشتباكات بشكل أساسي في مناطق طريق المطار ومشروع الهضبة وخلة الفرجان ووادي الرببع.